يحتاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لبرامج تأهيل مناسبة تمكنهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، وتسهل من عملية اندماجهم في المجتمع، .. لكن ضعف انتشار مراكز التأهيل أو مركزيتها في بعض المدن أعاقت كثيرا من استفادة هذه الفئة من خدمات تلك المراكز، أضف إلى ذلك عدم توفر وسائل للمواصلات في تلك المراكز وانحسار خدماتها على بعض المدن دون أخرى، .. بعض من معاناة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم نطرحها لكم خلال التحقيق التالي : إرهاق وتعب في البداية التقينا عبدالله مبارك أخ لطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن سكان مدينة صفوى فقال :» أختي تعاني من ضعف في الأطراف ومشاكل بالحركة والنطق، ولا يوجد مركز تأهيل قريب من مقر سكننا أو بالمدن المجاورة، مما جعلنا نسعى إلى تسجيلها بأحد مراكز التأهيل بمدينة الدمام، فلك أن تتخيل بعد المسافة بين المدينتين، والإرهاق والتعب الذي تتعرض له هذه الطفلة نتيجة التنقل من وإلى المركز، فهي تخرج من الصباح الباكر في تمام الساعة السادسة والربع، وتعود في الساعة الثانية، مع أنه من المفترض أن تكون هناك الساعة الثامنة صباحا وتخرج الساعة الثانية عشر ظهرا، لكن نتيجة تنقلها بالباص وهو لإحدى الشركات الخاصة، فهو يمر على أطفال آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة وبمدن مجاورة لإيصالهم، أيضاً للمركز يستغرق ذلك قرابة الأربع ساعات ذهابا وإيابا، فهي من أجل أربع ساعات تأهيل تحتاج إلى أربع ساعات للتنقل من وإلى المركز وهذا شيء كبير ومرهق للشخص الصحيح فما بالك بطفلة مريضة، أرجو أن يكون هناك مراكز للتأهيل قريبة منا لتتمكن هي وغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة منها دون عناء أو مشقة، علما أن هناك حالات أيضاً أعرفها شخصيا تتجه يوميا من محافظة رأس تنورة متجهة إلى مراكز التأهيل بمدينتي الدمام والخبر « سفر يومي ومن جهته تحدث فهد القحطاني عن تجربته فهو ولي أمر طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن سكان مدينة النعيرية، يقول فهد :» ابني والبالغ من العمر أربع سنوات، يحتاج إلى مركز تأهيل، ولكن لعدم توفر أي مركز متخصص لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة النعيرية أو المدن المجاورة اضطررت لتسجيل ابني بأحد المراكز التأهيل الخاصة بمدينة الدمام، فهذا الأمر كان قرارا صعبا بالنسبة لي، لكن لحاجة ابني لمثل هذا المركز جعلتني أن أجزم عليه لما فيه إن شاء الله من فائدة تعود أولا وأخيرا لابني دون النظر لأي شئ آخر، فمراكز التأهيل الحكومية والأهلية متمركزة في مدينتي الدمام والخبر، وعلى حد علمي أن مركز التأهيل الشامل التابع للشؤون الاجتماعية لا يوجد منه إلا فرعان أحدها بمدينة الدمام والآخر بمحافظة الأحساء، فأرجو من الشئون الاجتماعية والمسئولين عن مركز التأهيل الشامل وكذلك جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية النظر في حال أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ودراسة الوضع لبناء مراكز للتأهيل في المحافظات البعيدة عن مدينة الدمام، ليسهل علينا وعلى أبنائنا الذين هم بحاجة لمثل هذه المراكز الوصول إليها « الحل وفي مكان آخر التقينا مسفر بن مرزوق العاطفي من سكان مدينة حزم أم الساهك، وتحدث مسفر قائلا :» أرجو أن يتوفر مركز قريب من هنا يعنى بجميع الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة في مبنى واحد، ويعتمد في توزيع الحالات والفئات على فصول، حيث يكون لكل فئة فصل أو جناح حيث إنه من الصعب افتتاح لكل فئة من الفئات مركز متخصص على حده، فبعض المدن قد لا يكون عدد المستفيدين فيها كافيا لافتتاح مراكز متخصصة وبشكل مستقل، لكن دمجها بمبنى واحد وانتشارها في عدد من المحافظات هو الحل، وسيساعدنا ويلبي احتياجات كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المحافظات»، وعن حالة ابنه قال مسفر :» لدي طفل يبلغ من العمر سبع سنوات مصاب بمتلازمة داون، ويقطع ما يقارب 160 كلم من وإلى المركز بشكل يومي، وهذا شيء ليس بالسهل على طفل في مثل هذا السن وفي نفس هذه الحالة، لاسيما أنه يتعرض لمخاطر الطريق في كل يوم، لكن لعدم توفر مراكز حكومية أو خاصة قريبة منا، فأنا مضطر لتسجيل ابني في هذا المركز لتأهيله التأهيل المناسب، ومن معاناتنا أيضاً صعوبة وجود وسيلة للمواصلات لنقل أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة من وإلى المركز حيث أن جميع شركات النقل الخاصة متخصصة بنقل الطلاب والطالبات داخل المدينة نفسها والأخرى متخصصة بنقل طالبات الجامعات، ولا يحبذون نقل ذوي الاحتياجات الخاصة وتحمل المسئولية تجاههم « المغامس : تستقبل الجمعية جميع حالات الإعاقة الحركية من كافة أنحاء المنطقة الشرقية وفي الجانب الآخر كان لنا هذا اللقاء مع المدير العام لمجمع الأمير سلطان للتأهيل الأستاذ عبدالله بن رشيدان المغامس ليوضح لنا سياسة المجمع التأهيلية والخدمات التي يؤديها، حيث حقق مجمع الأمير سلطان للتأهيل بالمنطقة الشرقية نقلة نوعية في خدمات رعاية وتأهيل المعاقين لما يتضمنه من برامج تأهيل تعنى بشؤون الأطفال المعاقين حركياً والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات أخرى، وعن عدد المراجعين قال المغامس : "بلغ عدد المراجعين لمجمع الأمير سلطان للتأهيل منذ افتتاحه في 22 شوال 1422ه وحتى الآن ما يربو على 24 ألف مراجع من جميع الإعاقات بهدف تشخيص الإعاقة وتحديد برامج التأهيل المناسبة لها من قبل فريق التقويم والتشخيص بالمجمع، ثم بعد ذلك يتم قبول الحالات التي تتفق مع سياسة القبول بالمجمع وتحويل الحالات الأخرى إلى الجهات والمراكز المعنية بخدماتها"، وعن سياسة التأهيل الخاصة بقبول الحالات بالمجمع أضاف المغامس : "ينتهج المركز سياسة تأهيل تهدف إلى تأهيل الأطفال المعاقين حركياً والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات إنمائية أخرى من خلال وحدات الرعاية النهارية، ويأتي الطالب من الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً فيتلقى الرعاية والتأهيل المناسبين وفق برنامج التأهيل الشامل، كما أن في المجمع أيضاً وحدة التأهيل ضمن المجتمع التي تقبل الطفل من لحظة ميلاده حتى سن السادسة من عمره، وذلك بهدف المبادرة في عملية التدخل المبكر بحيث يمكن التغلب على الآثار الناجمة عن الإعاقة، كما تقوم الجمعية بالتعاون مع الشؤون الصحية بتنفيذ برنامج صحي متكامل يشمل الجوانب الوقائية والعلاجية والتأهيلية للأطفال المعاقين من خلال مراكز الرعاية الصحية"، وعن تأهيل الكبار قال المغامس : "بكل تأكيد فالمجمع يقدم خدماته للكبار من خلال تأهيلهم في وحدات العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي ووحدات الأطراف الاصطناعية والجبائر، ووحدات التأهيل في هذا المجال تقدم لهم كافة الخدمات المطلوبة، فمهمتنا مع الكبار تأهيلهم في هذه المجالات المذكورة بجانب المساعدات الأخرى في توفير الكراسي المتحركة والأطراف الاصطناعية والجبائر"، وعن الكوادر الفنية والطبية المؤهلة بالمجمع والبرامج والخدمات قال المغامس : "يضم مجمع الأمير سلطان للتأهيل بتوفيق الله تعالى الكوادر المؤهلة على أرقى المستويات في مجالات التأهيل ومرخصين من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية"،