يُعتبر سباق الجري الخيري السنوي الذي يُقام كل عام وعلى مدار ستة عشر عامًا ماضية من المناسبات الهامة للتكاتف الاجتماعي، فهو يحمل كلمة الخيري ضمن شعاره الذي يرفعه بشكل سنوي ويساهم بشكل كبير في تثقيف المجتمع ونشر الثقافة والوعي لدى الجميع للمشاركة والتكاتف للمساهمة في حل العديد من الأمور وخلال السنوات الماضية كان للسباق الفضل في إيجاد حلول ودعم لمختلف الجمعيات الخيرية خصوصًا ما يتعلق بالصحة، فمبادرات السباق متنوّعة ومتجددة ويوجد العديد من الأفكار والأنشطة التي تتجدد من عام إلى آخر.. حيث إنه لم تكتف اللجنة المنظمة للسباق في السنوات الأخيرة بتقديم الدعم المالي في صورة أدوية وأدوات ومعدات طبية للمرضى، بل قامت بالتعاون مع المديرية العامة للشؤون الصحية والجمعية السعودية للسكر والغُدد الصماء وجمعية رعاية وتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية ومبرة الإحسان الخيرية بالخبر بإقامة العديد من المحاضرات والندوات العلمية وورش العمل التي تتناول طرق الوقاية والعلاج للأمراض التي خُصص لها ريع السباق ، وقامت بطبع وتوزيع أكثر من ثلاثة ملايين مطبوعة توعية وتثقيف صحي شملت مرضى الفشل الكلوي والشلل الدماغي وأمراض الدم الوراثية ومتلازمة داون والعجزة والمسنين ومرضى السكر وقد ساهمت هذه الفعاليات والأنشطة المصاحبة للسباق في تركيز الضوء على مرضى الدم الوراثي والتي كان من ثمارها صدور أنظمة من الجهات المختصة بإلزام الراغبين في الزواج بإجراء الفحص الطبي للتأكد من خلوهما من أمراض الدم الوراثية. كما أن الكتيبات والنشرات الطبية التي تمّ توزيعها على المؤسسات والمستشفيات بالمنطقة الشرقية لاقت استحسان القائمين على هذه المؤسسات الطبية لما لها من فائدة علمية للمرضى والمراجعين والمختصين في هذا المجال. كما قامت أيضًا اللجنة المنظمة للسباق بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية بتنظيم المرسم الحُر على شاطئ مدينة الدمام لطلاب المدارس شارك فيه العديد من المعلمين والطلاب وحاز على إعجاب كل من شاهده من زوّار لما حواه من لوحات معبّرة عن دور الآباء والأجداد في نهضة وحضارة ورقي هذه المملكة. وقامت اللجنة أيضًا بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية بتنظيم محاضرة بعنوان "لا تتركه وحيدًا" وهو شعار السباق العاشر ألقاها الدكتور أيوب بن خالد الأيوب وشرح بالتفصيل دور الأسرة والمجتمع والفرد في الاهتمام بكبار السن وكيفية تهيئة المناخ المناسب لهم داخل كل أسرة وحضرها الكثير من رجال الأعمال والمواطنين والمقيمين وكانت محل إعجاب واهتمام الجميع. إضافة لذلك قامت اللجنة المنظمة للسباق بطبع وتوزيع أكثر من مليون وخمسمائة ألف مطبوعة توعية وتثقيف للمجتمع عن الاهتمام بكبار السن ومرضى السكر والأيتام تنوّعت هذه المطبوعات بين مطويات ونبذة مختصرة إلى قصص مصوّرة للأطفال وزعت على المدارس والإدارة الحكومية والشركات والمؤسسات الأهلية والحكومية ولاقت استحسان الجميع، كما قامت بالتعاون مع مركز التنمية الأسرية بالدمام والإحساء بالعديد من المحاضرات والدورات التدريبية والتي تهدف للحد من ظاهرة العنف الأسري وهو هدف السباق الرابع عشر تحت شعار "أسرة آمنة ... مجتمع آمن". فالفعاليات متعدّدة ومتنوّعة وهادفة وتشمل خدمة كل من الفرد والمجتمع وتعود الفائدة على الجميع سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. من جانبه أوضح عبدالعزيز التركي رئيس اللجنة المنظمة لسباق الجري الخيري السنوي انه يعتبر سباق الجري الخيري السنوي من أهم الأحداث الاجتماعية والتظاهرات الرياضية التي تعدُّ واجهة للمنطقة الشرقية حيث ينتظرها الآلاف بشغف وحماس في كل عام، حيث إنه بدأ سباق الجري الخيري السنوي بفكرة طرحت في أحد اجتماعات مجلس الأمهات والآباء في مدارس الظهران الأهلية في عام 1995م، وبعد أن لاقت الفكرة ترحيبًا وتشجيعًا تمّ تشكيل لجنة أطلق عليها لجنة سباق الجري الخيري السنوي تضمّ مجموعة من أولياء أمور الطلاب ورجال الأعمال والمعلمين وطلاب مدارس الظهران الأهلية وقد حظيت فكرة السباق الخيري بدعم ورعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ونائبه في ذلك الوقت صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز خاصة أن السباق يدعم توظيف الرياضة في خدمة المجتمع، حيث تختار اللجنة التنظيمية في كل عام إحدى أهم الظواهر الاجتماعية التي قد تؤرق الفرد والمجتمع ويتم رعايتها وتسليط الضوء عليها من خلال برامج توعوية وتثقيفية تتضمّن العديد من المحاضرات والندوات العلمية وورش العمل التي تتناول تلك الظواهر وطرق التعامل معها والقضاء عليها. وقد تميّز السباق بأخذ دور الريادة في طرح ودعم القضايا المختلفة على مرّ السنين مثل العنف الأسري، متلازمة داون، أمراض الدم الوراثية، الفشل الكلوي، مرض السرطان، مرض السكري، مكافحة السمنة عند الأطفال، رعاية العجزة والمسنين، رعاية الأيتام والمكفوفين، دعم العمل التطوعي وغيرها، كما انه وصل عدد المتسابقين في السنوات الأخيرة إلى أكثر من 10 آلاف متسابق في كافة الفئات العمرية ابتداء من دون 15 عامًا وحتى فوق 60 عامًا من كافة الجنسيات وكافة فئات المجتمع. كما يشارك ذوو الاحتياجات الخاصة في سباق الخمسة كلم المخصّص لهم وإن النجاحات المتواصلة التي حققها سباق الجري الخيري السنوي هي نتاج تكاتف الجهود والعمل الجماعي من كافة القطاعات ابتداءً بإمارة المنطقة الشرقية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ونائبه سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وسائر القطاعات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال الذين دعّموا السباق ماديًّا ومعنويًّا منذ انطلاقته، فلهم مني كل الشكر والتقدير ولا ننسى في هذا الصدد التقدّم بالشكر لجميع الجنود المجهولين وهم أعضاء اللجنة المنظمة لسباق الجري الخيري السنوي والمتطوعون الذين يعملون طوال العام بكل جد واجتهاد لإخراج هذا الحدث بالصورة المشرّفة التي يظهر بها. كما أشكر المتسابقين وأهالي المنطقة الشرقية لمشاركتهم في السباق ودعم أهدافه الخيرية فبتعاوننا جميعًا وعملنا يدًا بيد أفرادًا ومنظمات نواصل خدمة مجتمعنا والارتقاء بوطننا إلى أعلى الدرجات. الجدير بالذكر أنه برزت فكرة سباق الجري الخيري السنوي من صميم الخير المتأصل في نفوس أهل المنطقة الشرقية وحبهم لوطنهم ومجتمعهم، وقد نهض بهذه الفكرة الرائدة عدد من رجال الأعمال والخير المخلصين بجانب أولياء أمور عدد من الطلاب. وتمت بلورة الفكرة وتأسيسها على نظام احترافي يعتمد بشكل كبير على المتطوّعين من أبناء المنطقة الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء، وحُب الخير طوال سنوات الاحتفالية الخيرية التي تتجه بعائداتها لأعمال الخير وخدمة شرائح مهمة من المجتمع بحاجة لمثل هذا النشاط الخيري ومن خلال سنوات عديدة من نجاح الفكرة وتطوّرها عامًا بعد آخر استوعب جميع أهالي وأبناء المنطقة الشرقية أهداف ومقاصد السباق، وساهم رجال الأعمال والشركات والمؤسسات في تميّز فعالياته، وتحقيق تلك الأهداف، وأصبحت الفكرة ضمن برنامج الاتحاد السعودي لألعاب القوى السنوي، بل وأخذت بها باقي المناطق لما لها من مكتسبات كثيرة على أبناء المجتمع. بالإضافة إلى أن العمل والسباق يعتبر شراكة مجتمعية فهو لا يكتفي بتقديم الدعم للجمعيات الخيرية وتبنّي العديد من المشاريع الهامة لخدمة الوطن وأيضًا يقوم بتوزيع رسائل وبرقيات للمجتمع لنشر الثقافة والمعرفة وتنوير الجميع وحثّهم على التعاضد والتكاتف وحُب الخير للجميع وأيضًا يكون للمجتمع دور بارز وكبير في المشاركة، وذلك من خلال مشاركة العديد من الشباب المتطوّعين للعمل بشكل مجاني من اجل التنظيم وترتيب كافة الأمور لإنجاح هذا الحدث الهام وصاحب الأفكار النبيلة حيث يقوم المتطوعون بالعديد من المهام أبرزها تنظيم المتنافسين في السباق حسب الفئة العمرية والمساعدة في تقديم الماء وتوفير الدعم والمساندة للمتنافسين وتوجيه الجمهور والمتفرجين إلى الأماكن المخصّصة لهم على الأرصفة الممتدة على طول مسار السباق، والتأكد من عدم عبورهم المسار وإخلائه للمتنافسين وكذلك مساعدة اللجنة الفنية في حساب الوقت ومساعدة اللجنة المنظمة أثناء حفل توزيع الجوائز وأيضًا مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء السباق.