انتخب النواب الكويتيون يوم الاربعاء البرلماني المعارض المخضرم أحمد السعدون رئيسا جديدا لمجلس الأمة الكويتي. وحصل السعدون على 38 صوتا مقابل 18 لمنافسه الوحيد محمد الصقر الذي يمثل التيار الليبرالي. وعلا التصفيق في قاعة البرلمان عندما أعلن النائب خالد السلطان الذي كان يرأس الجلسة نتيجة الاقتراع. والسعدون (78 عاما) هو أعرق البرلمانيين الكويتيين، إذ انه عضو في المجلس منذ 1975، وقد فاز في كل انتخابات نظمت في الكويت منذ تلك السنة. وانتخب السعدون رئيسا للمجلس للمرة الأولى في 1985، إلا ان هذا المجلس تم حله بعد سنة. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح افتتح الاربعاء دورة مجلس الأمة. وقال في كلمة بالمناسبة: أهنئكم بفوزكم في الانتخابات العامة لعضوية مجلس الأمة، راجيا لكم التوفيق لما فيه خير الوطن والمواطنين وأداء الأمانة الجسيمة التي حملكم الشعب اياها. كما يطيب لي أن أهنئ الجميع على انجاز عملية الانتخاب في أجواء حرة ديمقراطية نزيهة كانت موضع تقدير وإشادة شعبنا الكريم والمراقبين العرب والأجانب وهي شهادة يعتز بها كل الكويتيين. ونحن اليوم على مشارف مرحلة جديدة فاصلة في ممارسة الديمقراطية النيابية، فليس معقولا ولا مقبولا ونحن نحتفي بمرور خمسين عاما على اصدار دستورنا والعمل به ان نظل نتحدث عن «تجربة» نيابية، بل يجب أن نتحدث عن إنجاز حضاري مشهود ومسيرة ثابتة راسخة القواعد كاملة الأركان مسيرة لا رجعة فيها تجاوزت مرحلة التجارب الناشئة وصمدت في وجه العواصف والأنواء الطارئة وواجبنا جميعا أن نعمل على انضاجها وترشيدها ونتعاون لتعزيزها وتطوير وتفعيل أدائها نستفيد من دورس الماضي سعيا للارتقاء بها الى الكمال المنشود وتحقيق أهدافها وغاياتها السامية. وأضاف تعرض وطننا وأمننا في الآونة الأخيرة لأعمال غير مسبوقة ليس من الحرية ولا يمت للديمقراطية بصلة، وإنما يشكل انتهاكا صارخا للقانون وينافي قيم الكويت وطبائع أهلها وينذر بشر كبير ويهدد بإحراق ديرتنا. وإننا نرفض رفضا قاطعا المس بكرامة الناس أو تجريحهم أو الاساءة اليهم فليس هذا من الحرية أو الشجاعة. كما نرفض رفضا قاطعا أي خروج على القانون أو محاولة لأن يأخذ أحد حقه بيده أو يضع القانون بين يديه مهما ظن انه نحن اليوم على مشارف مرحلة جديدة فاصلة في ممارسة الديمقراطية النيابية، فليس معقولا ولا مقبولا ونحن نحتفي بمرور خمسين عاما على اصدار دستورنا والعمل به ان نظل نتحدث عن «تجربة» نيابية، بل يجب أن نتحدث عن إنجاز حضاري مشهود ومسيرة ثابتة راسخة القواعد كاملة الأركانصاحب حق أو أن قضيته عادلة، فالكويت هي وستبقى دائما دولة قانون ومؤسسات، قضاؤها مشهود له بالنزاهة والعدل وهو الملجأ والملاذ الأول والأخير لكل صاحب حق. وقد وجهت الحكومة لاتخاذ كافة الاستعدادات والتدابير اللازمة للحفاظ على أمن الوطن وصيانة ثوابته وحماية استقراره. كما, يواجه اليوم وطننا العزيز جملة من التحديات الداخلية والأخطار الخارجية التي تعرقل مسيرته على طريق البناء والتقدم وتعيق جهوده لتحقيق التنمية حاضرا، وتهدد أجياله القادمة مستقبلا إن لم نحسن التعامل معها وننشط جميعا لمواجهتها متعاونين متكاتفين لدفع شرورها واتقاء عواقبها. إن التصدي لهذه التحديات والأخطار يجب أن يتصدر أولويات أعمالكم ويأخذ جل اهتمامكم، فالوحدة الوطنية وتعزيزها وترسيخ مقوماتها ومحاربة الفتنة والفرقة وتسخير وسائل الإعلام المختلفة للقيام برسالتها السامية دون انحراف أو تأجيج مع الحرص على عدم المساس بالحقوق الأساسية والحريات العامة يجب ان يكون شغلكم الشاغل على الدوام، وكذلك تأكيد حرمة المال العام ومبدأ النزاهة والأمانة والشفافية ومكافحة الفساد. ودعا المجلس لدور ايجابي فعال لمسؤولية التشريع لها والرقابة الجادة على تنفيذها متعاونين مع السلطة التنفيذية مخلصين التفكير والعمل لمصلحة الكويت تحترمون الدستور والقانون وتحافظون على المال العام وتقبلون حق الاختلاف وتفضلون قوة الحجة على علو الصوت بعيدين عن الشطط والانفعال والتوتر والشخصانية.