لأن أرامكو السعودية تعتقد اعتقاداً جازماً بأن الحصول على التعليم المناسب والمهارة، عنصرٌ ضروريٌ لنجاحها والمملكة في المستقبل؛ فهي بصدد إنشاء شبكة واسعة من الأفراد القادرين على قيادة دفة النمو الاقتصادي، واغتنام الفرص في القرن الحادي والعشرين. وامتداداً لخطتها العامة للشباب وهي خطة تضع الخطوط العريضة للوسائل التي من شأنها إثراء حياة مليوني شاب سعودي بحلول عام 2020م أطلقت الشركة برنامجها ( مخيّم الرياضيات الشتوي ) في دورته الأولى، لطلاب المرحلة المتوسطة، بمشاركة نخبة من الطلاب المتميزين، يبلغ عددهم 80 طالباً تم اختيارهم من مناطق مختلفة في المملكة، يوم 25 صفر 1433ه ( 19 يناير 2012م )، ولمدة ثمانية عشر يوماً. وتأتي هذه المبادرة ضمن الخطة من أجل إثراء الشباب وإلهامهم لاكتساب المعرفة العلمية، وتشجيع تعلّم مادة الرياضيات في المراحل التعليمية المبكرة، وأيضاً بناء الشخصية، لذلك جاء البرنامج مركّزاً على مرحلة عمرية مبكرة وهي المتوسطة، كونها نواة أساسية لمختلف العلوم والدراسات، وحتى يتم تأهيلهم إلى أولمبياد الرياضيات، الذي عادة لا يتأهل له سوى طلاب المرحلة الثانوية. منافسات سبعة أشهر من التخطيط والدراسة والإعداد سبقت تنفيذ البرنامج، وهي فترة قياسية تخللها الكثير من أوجه التعاون مع الجهات المعنيّة، وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم، التي بدورها أسهمت في ترشيح الطلاب المتميزين لدخول هذا البرنامج، وقد خضع جميع الطلاب المرشحين لاختبار ( أولمبياد الرياضيات 2010 )، واجتاز ثمانون طالباً الاختبار، وتميزوا عن غيرهم بتحقيق أعلى الدرجات، ما فسح لهم الطريق نحو بوابة البرنامج. وقد استعدت أرامكو السعودية لهذا الحدث العلمي المهم، ورشّحت مرافقها في مدينة بقيق لاستضافة هذا المخيّم، حيث تم تجهيز كامل متطلبات البرنامج من قاعاتٍ ووسائل وأدوات، وكذلك المساندة الخدمية واللوجستية كالسكن والمواصلات وتأمين الوجبات الغذائية والرعاية الصحية والترفيه. أنبغ العقول «يعبُر من هذه البوابة أنبغُ العقولِ الرياضية الشابة»؛ عبارةٌ تستوقف الطلاب عند مدخل المخيّم، فيستفتحون بها كل يوم من أيام البرنامج بفترتيه الصباحية والمسائية. ففي الصباح يتلقى الطلاب برنامج الرياضيات الذي يمتد من الساعة السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، حيث خُصص لهم منهج متقدم في علوم الهندسة، والجبر، ونظرية الأعداد، وتحليل البيانات، وقد جرى إعداد هذا المنهج بإشراف علماء ومتخصصين في علوم الرياضيات من أمريكا؛ وباستخدام وسائل مؤثرة في العملية التعليمية. وقد زار مدير عام التربية والتعليم للبنين بالمنطقة الشرقية، الدكتور عبد الرحمن المديرس المشاركين في الدورة التدريبية، وأشاد بدور أرامكو السعودية في أخذ زمام المبادرة والمساهمة الفعالة في تطوير التعليم العام بالمملكة. قفزة مذهلة على الرغم من أن البرنامج في مرحلته المبكرة ما يعني أن النتائج لا تظهر إلا بعد مدى طويل، إلا أن معدلات اختبارات التقصّي عبّرت عن النتائج في وقتٍ مبكر. وبهذه المناسبة صرح مدير عام الشؤون العامة في أرامكو السعودية ناصر النفيسي بقوله : «تأتي مبادرة مخيّم الرياضيات الشتوي في سياق جهودنا ومساهماتنا في إثراء الشباب في المملكة من خلال شراكاتنا مع المؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة سعياً وراء التحول إلى مجتمع الاقتصاد المعرفي، الذي ينتج فرصاً اقتصادية تؤثر مباشرة في نمو الفرد والمجتمع. من جانبه شدّد المستشار الأكاديمي لمخيّم الرياضيات الشتوي، الأمير الدكتور فهد بن جلوي، على أهمية دور المعلم في تقريب مادة الرياضيات للطلاب، وقال : « من الضروري جعل تعليم الرياضيات تفاعلياً وأكثر إمتاعاً للطالب. وفي ختام البرنامج، أقيم حفلٌ تكريمي للطلاب والمعلمين، رعاه النائب الأعلى لرئيس العلاقات الصناعية عبد العزيز بن فهد الخيال، وحضره وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور عبد الرحمن البراك، والمشرف العام على الأولمبياد الدولية بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للإبداع والموهبة (موهبة)، الدكتور عبد العزيز الحارثي، والمدير التنفيذي لشؤون أرامكو السعودية خالد بن إبراهيم أبوبشيت.