حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً عالمياً وعلمياً جديداً تمثل في تقدمها 28 موقعاً عن موقعها في الأعوام السابقة و فوزها بميداليتين برونزية والتي حصل عليها الطالب وائل آل سعيد و الطالب عبدالله السعيد وحصول كلٍ من الطالب عبدالمجيد القاسم و الطالب نواف الأنصاري على شهادات تقديرية لتمكنهم من حل احد أسئلة الأولمبياد بشكلٍ كاملٍ، وذلك خلال المشاركة في أولمبياد الرياضيات الدولي الحادي والخمسين، والذي استضافته مدينة استانا في جمهورية كازاخستان، خلال الفترة من 2-14 يوليو 2010. وكان ترتيب المملكة 67 من بين 97 دولة اشتركت في المسابقة وبهذا تكون المملكة قد تقدمت في الترتيب على جميع الدول العربية و عددٍ من الدول المتقدمة مثل فنلندا وايرلندا و النرويج و السويد و اللوكسمبرج. وتميز هذا العام بالتخطيط المبكر لمشاركة فعالة، حيث اسندت وزارة التربية والتعليم إلى مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع "موهبة" الإشراف على هذا المشروع ، وقد بدأ الإعداد قبل اكثر من سنة بتشكيل لجنة وطنية تتمثل فيها الجهات التي لها علاقة وهي : وزارة التربية والتعليم، موهبة، جامعة الملك سعود ، جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، قياس، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة أرامكو. ووضعت هذه اللجنة خطة إستراتيجية بدأ تنفيذ أول برامجها في صيف 1430ه، ثم تتابعت البرامج التدريبية على مدار العام وانتهت باختيار 12 طالباً للتدريب المكثف خلال الفصل الدراسي الثاني، أشرف على هذه التدريب الدكتور الأمريكي تيتو أندريسكو أحد أشهر المدربين المعروفين في العالم في مجال الأولمبياد، وقام بالتدريب أيضاً الدكتور دورين اندريكا من رومانيا، و الدكتور فوزي الذكير و الدكتور عبدالله الجوعي من جامعة الملك سعود. ويعتبر أولمبياد الرياضيات الدولي مناسبة تعليمية اكاديمية تحرص على حضورها كل الدول المتقدمة علمياً لتقارن مستوى طلابها مع بقية الدول المنافسة، كما تحرص الدول النامية على إثبات وجودها في البحث عن النوابغ وتهيئتهم للمستقبل، ووضع قدمها على طريق التقدم المعرفي. ورفع صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد ال سعود وزير التربية و التعليم و نائب رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود – رئيس المؤسسة - حفظه الله - والى سمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على الإنجاز الذي حققته المملكة في اولمبياد الرياضيات الدولي بحصول الطلاب السعوديين على تلك الجوائز. وقال سموه " إن هذا الإنجاز يجسد ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – رئيس المؤسسة - من اهتمام بالموهوبين والموهوبات من أبناء وبنات الوطن ضمن اهتمامه – حفظه الله - بتنمية ورقي ورفعة الإنسان السعودي في جميع مناحي حياته " وأوضح سمو وزير التربية و التعليم و نائب رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع إن هذا الإنجاز يؤكد أن المملكة في طريقها الصحيح نحو مجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي، والذي يتمثل في النهضة التي يعيشها التعليم العام و التعليم العالي من خلال مشروع تطوير وموهبة وبناء الجامعات والتقدم في العلوم والتقنية، وذكر سموه أن " موهبة" ستستمر في العمل على تحقيق رؤى المقام السامي في بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة، لكي يتمكن الموهوبون وبفئاتهم المختلفة من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن . وأضاف سموه أن هذا الفوز نتاج تعاون مثمر وبناء بين وزارة التربية والتعليم وموهبة ويجسد شراكة بين الجانبين تنعكس إيجابا على مجتمع الموهبة والإبداع في المملكة، وتتيح للطرفين تقديم خدمات أكبر لرعاية الموهوبين وتوحيد جهودهما بشكل يدعم مناخ الموهبة والإبداع ويوجد بيئة محفزة للموهوبين والموهوبات من طلبة وطالبات التعليم العام مرتكزة على أسس علمية ومنهجية سليمة . وذكر سموه إن علم الرياضيات يتمتع بجاذبية خاصة فهو مادة إيقاظ الفكر وشحذ المواهب وبناء العقول، مضيفا إن مادة الرياضيات هي مادة البناء في أبحاث الفضاء والفلك والأجهزة الإلكترونية التي دخلت جميع مجالات الحياة وتغلغلت بها وانتقلت بالناس من عالم إلى عالم آخر . وأضاف سموه أن الرياضيات تعتبر بحق أم العلوم الأساسية ولغة التقنية الحديثة والعمود الفقري لتطور العلوم على اختلاف أنواعها وشعبها كما تشهد لها بذلك حاجة العلوم الأخرى ، حتى أصبح الترابط بينهما امراً اساسياً لتحقيق التقدم العلمي ونمو المجتمعات المعاصرة واللحاق بركب العالم الأول و قد كان لعلماء المسلمين قصب السبق من خلال إسهاماتهم المتميزة في علوم الرياضيات كالجبر و الهندسة. // يتبع //