تقول الطرابلسية السنية زينب ياغي انها «تدفع فاتورة حرب لا علاقة لنا بها» بينما يخشى سكان «عاصمة» الشمال اللبناني تصاعد التوتر بعد المواجهات التي ترتدي طابعًا طائفيًّا بين حي مؤيد للنظام السوري وآخر معارض له. وعلى جانبي الطريق الذي يفصل بين السنة في حي باب التبانة والعلويين في حي جبل محسن، ويحمل اسم «شارع سوريا»، يبدو التوتر شديدًا بعد اعمال العنف التي ادت الى سقوط قتيلين وحوالى ثلاثين جريحًا منذ الجمعة. وقالت زينب التي اضطرت لأن تغادر مع اولادها الخمسة منزلها «الواقع على خطوط التماس» والذي اصيب في المواجهات «لا افهم في السياسة لكن كل ما اعرفه هو انني ادفع فاتورة حرب لا علاقة لنا بها». واضافت ان «اتباع النظام السوري في لبنان يريدون ان يخففوا الضغط عن سوريا من خلال افتعال مشاكل في لبنان». من جهته، قال خالد العلي وهو سائق سيارة اجرة علوي «بتنا نخشى على انفسنا خصوصًا ان المعركة في سوريا بدأت تأخذ طابعًا مذهبيًا وطائفيًا». وقال العلي «منذ ان بدأت الازمة في سوريا نعامل على اننا غرباء عن هذه المدينة. هم يستفزوننا ليلًا ونهارًا ويقومون بمسيرات ضد ابناء الطائفة العلوية». واضاف ان «غالبية خطباء المساجد يحرّضون علينا والمعركة التي وقعت هي بسبب التحريض ونخاف ان تستمر لوقت اطول خصوصًا ان البعض يهدّدنا بأنهم سوف يطردوننا من طرابلس في حال ما إذا سقط النظام في سوريا». لكن احد السكان السنة اكد ان الواقع غير ذلك تمامًا. وقال طالبًا عدم كشف هويته «انهم يستفزوننا طوال الوقت برفعهم صورًًا لبشار الاسد»، مؤكدًا انه ليس ضد ابناء بلده «لانهم علويون». واضاف «انهم ليسوا مجرد مؤيدين للنظام السوري بل يشاركون في القمع مع الشبيحة في سوريا حيث يقتلون نساء واطفالًا». وتابع «انهم يدمّرون انفسهم بأنفسهم لأن النظام سيزول». من جهته، قال عادل صبيح وهو سني في الخمسين من العمر ان «اولادي يعيشون حالة من الهستيريا مع انهم اعتادوا سابقًا سماع الرصاص». اما محمد خالدية وهو علوي، فقال آسفًا «في كل مرة نترك منازلنا ونهرب بسبب حروب تصفية الحسابات السياسية». واضاف: «لا يعنيني ما يحصل في سوريا وكل ما اريده ان اعيش مع مَن حولي. فنحن هنا منازلنا متقاربة جدًا ولا مكان آخر نذهب اليه ولا يوجد معنا اموال لكي نستأجر بيوتًا في اماكن اخرى».