يتطلب النجاح في ريادة الأعمال عدة عوامل من بينها الإيمان بقدرة الشركات المبتدئة على تحقيق النجاح، واكتساب الخبرة العملية قبل وأثناء الدراسة الجامعية، وتحمل المخاطر والإخفاقات، والرغبة في بناء شركة ضخمة وغيرها من العوامل، كما قدم تعريفاً دقيقاً لرائد الأعمال، موضحاً ما يتمتع به من خصائص تجعله قادراً على تحقيق النجاح. اوضح ذلك الدكتور عدنان صوفي، الرئيس التنفيذي لشركة سدكو القابضة، في محاضرة بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بعنوان «دورة حياة رائد الأعمال» ضمن فعاليات برنامج الإثراء الشتوي 2012 للجامعة، وأشار فيها إلى أن ريادة الأعمال تتطلب أفقاً واسعاً من الدول ومعالجة قضايا توفر رؤوس الأموال والمكونات الأخرى الضرورية لتوفير بيئة منتجة يعمل فيها رواد الأعمال، وأهمية تفعيل وتنشيط الجوانب العلمية والبحثية في المؤسسات الأكاديمية بالمملكة وبناء طاقات الجهات المتخصصة في تقل التقنية، مشيراً إلى أهمية تدريب رواد الأعمال المرتقبين في خلال مراحل تكوين الشركات الجديدة. وأكد الدكتور صوفي على أهمية تطبيق سياسات حوكمة الشركات الرامية إلى دعم ريادة الأعمال وتوفير المناخ الملائم لاستمرار نجاح الشركات المبتدئة على المدى البعيد. وأضاف الدكتور صوفي، «لم يعد ممكناً لأي شركة عائلية الاستمرار في نجاح أعمالها إذا لم تؤطّر أعمالها المقاييس العصرية وعلى رأسها حوكمة الشركات، والتي تضمن لعملائنا والمستثمرين أرقى مستويات الشفافية والالتزام تجاه مصالحهم. وأحسب أن نجاحنا في هذه الجزئية هو العامل وراء الازدهار المستمر - بفضل الله- لأعمالنا.» وتناول في هذا الجانب تجربة الشركة كشركة عائلية، وقد تمكنت من تطبيق معايير حوكمة الشركات عبر سلسلة من الأبحاث العلمية التي تسعى إلى تحقيق النجاح في الشركات العائلية وذلك بالتوافق مع احتياجات النمو والتفاعل مع البيئة المحلية والخارجية، وكان من ثمرات المنهج العلمي الذي اتبعته التأكيد على الحوكمة كسبب رئيسي في نجاح واستمرار الشركات العائلية عبر فترات زمنية طويلة لأنها توفر أولاً توجهاً موحداً، وثانيا اجتماع الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب لاتخاذ القرار المناسب وتحقق تواجد هيكل ملائم يضم مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي وفريق الإدارة والذين يتمتعون برؤية واضحة بشأن التزاماتهم ومسئولياتهم، وثالثاً ضمان التزام أجيال العائلة بدورهم كمساهمين وتعزيز الشركة وتقليل الصراعات العائلية.