أكد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، في كلمته أمام القمة العربية بالظهران أمس، « قمة القدس» ضرورة مضاعفة الجهود؛ لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي، وتشكل تحديًا يؤدي إلى ضعف التماسك بين الدول ويؤثر سلبًا على القدرات في مواجهتها، وتتيح مجالًا أوسع لكل من يتربص ويريد السوء بالأمة العربية. وأعرب سموه عن شكره لأخيه خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية؛ على ما أحاطوا به قادة الدول العربية وممثليهم المشاركين في أعمال هذه القمة من حفاوة استقبال وكرم ضيافة واستعدادات مميزة لإنجاح هذا اللقاء العربي، مثنيًا على جهود المملكة الأردنية الهاشمية خلال رئاستها لأعمال القمة الماضية. ونوه الشيخ صباح الأحمد الصباح، برئاسة خادم الحرمين الشريفين لهذه القمة، وتفاؤله بنتائجها، وقال: عُرف عنه - رعاه الله - بُعد النظر، والإرادة الصلبة، والحرص على المصالح العليا لأمتنا العربية. وأضاف سموه يقول: «ما زالت سماء أمتنا العربية ملبدة بغيوم سوداء، وكذلك هي الطموحات، لا تزال بعيدة المنال، فيما يتعلق بالوصول إلى أوضاع آمنة ومستقرة لبعض دولنا العربية». وتطلع سموه إلى أن تحقق هذه القمة العربية التي تقودها المملكة العربية السعودية أهدافها، وأن تكلل بالنجاح، لتكون بذلك بادرة انفراج تنعش آمال أبناء أمتنا العربية في الخروج من حالة اليأس إلى حالة من الأمل والتفاؤل. وشدد أمير دولة الكويت على أهمية تدارس آليات العمل العربي المشترك؛ لتحديد الخلل والقصور الذي يعتريها، وصولا لتحقيق عمل عربي مشترك، قادر على الصمود في مواجهة التحديات، والارتقاء بمنظومة الدول العربية إلى مرحلة من التماسك والقدرة على تجاوز الأوضاع الراهنة. ووصف سموه جدول أعمال القمة بالحافل بالموضوعات المتصلة بالعمل العربي المشترك، الذي سيخضع للبحث، وسط أمنيات بالخروج بتوصيات وقرارات من شأنها تفعيل العمل المشترك وتعزيزه، فتكون هذه القمة قد أضافت إلى مسيرة العمل العربي إنجازًا يتطلع إليه أبناء الأمة. وأشار سموه إلى أن نيل دولة الكويت مطلع هذا العام العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، بدعم من الدول الشقيقة والصديقة، يحتم العزم على العمل والدفاع عن القضايا العربية، فضلا عن السعي مع الأشقاء والأصدقاء إلى تفعيل دور مجلس الأمن في حل هذه القضايا، والتخفيف من آثارها التي عانت منها الشعوب والبلدان العربية لعقود طويلة. الرئيس السيسي يلقي كلمة مصر في القمة (واس) الرئيس المصري: المملكة تمنح العمل العربي المشترك زخمًا كبيرًا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، في كلمته التي ألقاها في قمة القدسبالظهران أن حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سوف تمنح زخمًا كبيرًا لآليات العمل العربي المشترك، لافتًا النظر إلى أن بلاده لن تألو جهدًا في سبيل دعم رئاسة القمة والدول الشقيقة. وقال: يأتي اجتماعنا اليوم والأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة، فهناك دول عربية تواجه لأول مرة منذ تاريخ تأسيسها تهديدًا وجوديًا حقيقيًا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، يمثل مشروعها السياسي ارتدادًا حضاريًا كاملًا، عن كل ما أنجزته الدول العربية، وعداء شاملًا، لكل القيم الإنسانية المشتركة. وأشار إلى أن دولًا إقليمية تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية، وعلى حساب مؤسسات الدولة الوطنية، مشيرًا إلى أن هناك اجتماعات تجري لتقرير مصير التسوية، وإنهاء الحرب الأهلية الشرسة، التي أزهقت أرواح ما يزيد على نصف مليون سوري، بدون مشاركة لأي طرف عربي، وكأن مصير الشعب السوري ومستقبله، بات رهنًا بلعبة الأمم، وتوازنات القوى الإقليمية والدولية. وحول القضية الفلسطينية أكد أنها قضية العرب المركزية التي توشك على الضياع، بين قرارات دولية غير مفعلة، وصراع داخلي يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة، ويفتح الباب أمام مَن يريد تكريس واقع الاحتلال والانقسام كأمر واقع، ويسعى لإنهاء حلم الشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة. واعتبر أن الحق العربي في القدس، هو حق ثابت وأصيل، غير قابل للتحريف أو المصادرة مستندا بذلك على مشروع القرار الذي شاركت مصر في إعداده، وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بأغلبية 128 دولة، مبينا أن المجتمع الدولي كله أمامه مسؤولية واضحة أمام سياسات تكريس الاحتلال، ومحاولة مصادرة الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة. الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين (واس) ملك البحرين: حكمة خادم الحرمين تعزز الحضور العربي دوليًا ألقى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، كلمة عبر فيها عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- رئيس القمة العربية في دورتها الحالية على كرم الضيافة وحُسن الاستقبال، مؤكدًا أن قيادته الحكيمة -أيده الله- ستعزز الحضور العربي دوليًا، وتمكن من العمل الفاعل والبناء مع كل الحلفاء والأصدقاء؛ لنكون طرفًا أصيلًا في تحديد مسار مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية وفي مقدمتها التدخلات والأطماع الخارجية، التي تتطلب المزيد من التكاتف والتعاون بما يوحد الكيان العربي ويضمن أمنه واستقراره. وأكد أن رئاسة المملكة للقمة في هذه المرحلة المهمة ستعود على جميع الدول العربية بعميم الخير، وهو ما سيجعلها -بمشيئة الله تعالى- قادرة على المضي قدمًا نحو تعزيز العمل المشترك وصون الأمن القومي العربي، مشددًا على أن التعاون بين الأشقاء هو ما سيحفظ للدول العربية مقدراتها، ويضمن لها أمنها واستقرارها؛ لتتمكن من صد التدخلات الخارجية المتكررة في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، وإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة وإرجاعها إلى نصابها الصحيح لحماية مصالحنا وحفظ أمن واستقرار شعوبنا. وقال الملك حمد بن عيسى مخاطبا قادة الدول العربية: إن البحرين لتعبر عن تقديرها الدائم لمواقفكم الداعمة والشجاعة المتمثلة في رفضكم وإدانتكم التدخلات الخارجية التي تمس الشؤون الداخلية لبلادنا التي نعمل على صدها ودحرها بفضل من الله. وجدد جلالته التأكيد على أن قيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وجهوده الكبيرة من أجل دور عربي قوي وموقف موحد ورسالة واضحة يفهمها ويقدرها ويتجاوب معها المجتمع الدولي، وصولًا إلى حلول مقبولة على صعيد استقرار المنطقة. معربا عن عميق التقدير وبالغ الفخر بجميع القوات المسلحة المشاركة في تمرين (درع الخليج المشترك 1)، المقام على أرض المملكة، ومدى فوائده على أمن دول المنطقة. الرئيس محمود عباس يلقي كلمته في القمة (واس) رئيس فلسطين: الدعم السعودي لقضية القدس ليس غريبًا شكر الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، في كلمته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على ما أعلن عنه بتسمية القمة العربية التاسعة والعشرين ب «قمة القدس» وعلى إعلانه -حفظه الله- عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس وعن تبرع المملكة بمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى«الأونروا». وقال: إن هذا الدعم ليس غريبًا عن المملكة العربية السعودية، فالشكر والتقدير لكم، خاصة وأنكم لم تنقطعوا يومًا عن مساعدة القضية الفلسطينية ودعمها، فالشعب الفلسطيني يقدر لكم كل هذا. وأضاف إن اجتماع اليوم يأتي والقدس يشهد هجمةً استيطانية غير مسبوقة، تهدف للاستيلاء على أرضها، وتهجير أهلها، وطمس هويتها التاريخية وانتمائها العربي الإسلامي. وأكد الرئيس محمود عباس، أن المساعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، وأتحنا لذلك الفرصة تلو الأخرى، وتجاوبنا مع جميع الجهود العربية. وبين أن دولة فلسطين قامت مطلع العام الجاري بطرح خطة سلام في مجلس الأمن الدولي، تستند في الأساس إلى مبادرة السلام العربية، وتؤكد مضامينها ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية، مشيرًا إلى اعتمادها من مجلس وزراء الخارجية العرب. وقال: ندعو من خلالها إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في العام 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضوًا كاملًا في الأممالمتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترة زمنية محددة بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما اعتمدت، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967م وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية.