تبدأ اليوم أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين، والتي تنعقد في الظهران برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وتنعقد عليها آمال شعوب الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، باتجاه تضميد جراحها، وإعادة رص صفوفها، خاصة بعدما نجحت المملكة في لملمة الشمل العربي باحتضان الشرعية اليمنية والدفاع عنها، واسترداد العراق للحظيرة العربية، وفضح الأدوار الإيرانية في تمزيق الأمة، والعبث بسيادتها، حيث استطاعت الجهود السعودية أن تستعيد زمام المبادرة في إدارة الصراع مع التغلغل الإيراني، وذلك من خلال الزيارات التي قام بها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في جولته التي بدأها بالقاهرة، وختمها مؤخرًا في العاصمة الأسبانية مدريد، مرورا بعواصم القرار الغربي، حيث أفضت مباحثات سموه الكريم إلى فضح دور إيران في كافة قضايا المنطقة وأزماتها، ودعمها ورعايتها للإرهاب، عبر دعم الميليشيات التي تقتات على مائدته، وتنفذ أجنداته المشبوهة، كما أنجزت تلك الجولة الكثير من المكاسب، عندما قلبت الطاولة على النفوذ الإيراني الذي كان يجد بعض التعاطف من بعض الجهات، وبعض إعلام اليسار الغربي الذي تمكن سمو الأمير من مخاطبته بلغة الوقائع والحقائق ليضعه أمام ضميره، وأمام مصداقيته أمام متابعيه، مما أسس بالنتيجة لفرصة تاريخية لانجاز قمة استثنائية في قراراتها إن توفرت لها الإرادة من كافة القادة العرب باتخاذ خطوة جادة وحازمة في مواجهة العدو الإيراني الذي بات من الواضح أنه هو المتورط الأول في إشعال قضايا الأمة. لذلك تأتي قمة الظهران التي تنعقد على ضفاف الخليج، وعلى مقربة من إيران، لتسجل رسالة واضحة لهذا النظام المارق بأن عليه أن يعيد حساباته، وأن يعود أدراجه إلى حدود بلاده ليلتفت لأزمات شعبه، عوضًا عن إنفاق أموال الشعب في إثارة الفتن، ومحاولة تقويض النظام العربي، كما ينتظر من القمة أيضا أن تبحث في جملة من الملفات التي تتصل بقضية فلسطين، وحماية الأمن العربي، إلى جانب هموم الاقتصاد، وزيادة آفاق التعاون بين البلدان العربية. ولا شك أن كفة حظوظ هذه القمة في النجاح سترجح على الكفة التي تزن قضاياها، لاعتبارات عدة يأتي في مقدمتها إدارة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- لها بما عرف عنه من الحنكة والرشد والبصيرة، ثم موقع المملكة اليوم وثقلها الوازن عربيًا ودوليًا.