خريجة بكالوريوس لغة عربية عاطلة عن العمل منذ خمس سنوات أرسلت لي رسالة تشرح حالتها، تقول: شدني الحنين لزيارة مدرستي الابتدائية، وحَدَثَت الزيارة ولَم أكن أتوقع أن أجد معلماتي مازلن على رأس العمل، لأني كنت اعتقد أنهن تقاعدن، وأن طاقم معلمات جديدا قد حل محلهن، لكني وجدت جميع معلماتي وقد بلغن من الكبر عتيا إلا من نقلن إلى مدارس أخرى وأتي بغيرهن! هُنَا أدركت سبب البطالة وعدم وجود فرص لأخريات، خاصة أن التعليم هو المجال الأكبر لتوظيف عدد كبير من النساء، عندما قرأتُ رسالتها أدركت أنها على حق، فبقاء المعلمة في وظيفتها لأكثر من خمسة وعشرين عامًا، بالإضافة إلى أن تقدمها في السن لن يفيد العملية التعليمية ولن يجدد الدماء الشابة في المدارس، لعل التقاعد الإجباري للمعلمات يفتح المجال لغيرهن ويساهم في الحد من البطالة. ولعل هذه الملاحظة تناسب الصحة أيضا، فالقطاع واسع ويستوعب خريجات الصحة بكل تفرعاتها. التعليم والصحة يجب إعادة التدوير في كل عام، فالمرأة بطبيعتها ليست كالرجل، فبعد الخمسين لا تؤدي واجباتها بالشكل الأمثل وهذه سنة الحياة وتدبير الخالق. نأمل أن تزور فاطمة الحمد مدرستها الابتدائية مرة أخرى وقد تجددت الدماء ووجدت فرصتها للانخراط في هذه المهنة العظيمة.