تختلف التفاصيل وتختلف البطولات في كرة القدم، لكن يظل المنتخب الإسباني على صعيد الفئات السنية هو العلامة الفارقة في اللعبة، علماً بأنك لا تستطيع اختزال ذلك في مدرب أو لاعب أو نادٍ وإنما يعود هذا التفوق للمنظومة ككل. ولعل أكبر دليل على ذلك المستوى المذهل للمنتخب في مباراتي ألمانيا والأرجنتين، حيث قدم الماتدور كرة قدم خرافية للغاية وهنا أود التنويه إلى أن المدرب الحالي المغمور نسبياً جولين لوبيتيجي حقق رقما قياسيا، حيث قاد المنتخب الإسباني في 18 مباراة على مدى العامين الماضيين «13 فوزا و5 تعادلات»، وتصدر بكل جدارة مجموعته السابعة ضمن تصفيات كأس العالم 2018. وتعتبر قصة المدرب جولين لوبيتيجي مثيرة للجدل، حيث لعب بداية من عام 1985 على مدى 5 سنوات كحارس احتياطي ثالث في نادي ريال مدريد قبل أن يرحل إلى النادي المغمور لوجرونيس لينتقل بعدها مجدداً إلى نادي برشلونة كحارس احتياطي ثالث خلال فترة 4 سنوات أخرى قبل أن يختتم مسيرته المخيبة للآمال في اللعب مع النادي المتواضع رايو فايكانو عام 2002، وفي نفس العام بدأ جولين العمل مساعدا في الجهاز التدريبي للفريق، الذي هبط إلى الدرجة الثانية عام 2003. يومها قرر جولين خوض تجربة جديدة في التدريب، حيث التحق بفريق كشافين المواهب في نادي ريال مدريد، وعمل هناك على مدى 7 سنوات، وكانت النقلة النوعية في مشواره حين تم تعيينه عام 2010 مدرب منتخب إسبانيا 19 سنة وحقق بطولة أوروبا عام 2011 ومع نفس ذلك الجيل الموهوب، الذي تم تصعيده لاحقاً إلى منتخبي إسبانيا 20 و21 سنة حقق بطولتي أوروبا عامي 2012 و2014 على التوالي. كلمة أخيرة: ايسكو وموراتا والكانترا وخيسوس ودي خيا وكوكي وكارفخال وناتشو أبرز اكتشافات المدرب المغمور.