(لا تبصم لأحدٍ بأصابعك العشرة على ثقتك به.. اترك إصبعًا واحدًا على الأقل.. فقد تحتاج أن تعضه ندمًا يومًا ما على ثقةٍ لم تكن بمحلها) هذا ما قرأت على أحد جدران حي البانوية في الخبر! وهو دلالة على ان كاتب هذه الحكمة ليس بمراهق فهو إنسان متعلم ومثقف إذا ما تمعنّا في المعنى وحُسْن الخط وجودة الإملاء، وهو اما ان يكون أحد خريجي الجامعات ولم يتوظف، أو أنه يمر بمراهقة متأخرة، أو أنه قد صدم بصديق عزيز ولم يجد غير الحائط ليسمع الناس شكواه وأنينه. يقال إن «الجدران ديوان المجانين» فهي إن كانت طريقة غير حضارية، ومشاهد مقززة وإيذاء لأصحاب البيوت والمحلات، إلا انك أحيانًا تقرأ على الحائط ما لم تجده في كتاب، فهي ثقافة شوارعية مستهجنة وتشويه للذوق العام، إلا انها قديمة بقدم التاريخ فقد رصدت على الصخور والمقابر، أتذكر ان أمانة الطائف قد ابتكرت طريقة لامتصاص هذه العادة ببناء جدران بيضاء في الردف، وحديقة السداد وسمح بالكتابة عليها، فهل نجحت التجربة؟ لا أدري!!