إذا كان العلماء يقولون: يبدأ الجنين بعد أسابيع من الحمل بتحريك الذِراعين والساقين، ويبدأ في التفكير منذ الشهر السابع، وانه يسمع الأصوات المُنتشرة حوله ويستجيب للمؤثرات الصوتية، لذا فإن عقله الباطن يبدأ في تخزين المعلومات منذ ذلك الحين، وبناء على ما سبق فإن الجنين المخلوق في بطن أمه عام 1958م قد خزن المعلومات التي كانت تدور حوله في ذلك العام، والتي تتمحور حول الحديث عن بطولة كأس الملك التي حققها نادي الاتحاد السعودي بعد تعادله أمام الوحدة 1/1، حيث حسمت البطولة آنذاك بالنقاط، وقد يعني هذا أن كل جنين خلق في ذلك العام (اتحادي) بالفطرة. يقضي الجنين نحو تسعة أشهر في بطن أمه مسترخيا فى الظلمة الغاشية لأحشائها كما يقول علماء الأجنة، بينما تكون أمه تقضي تلك المدة في تعبٍ وألم، وقد يبدأ (حب) هذا الجنين لأمه منذ الأسبوع الخامس لتكوينه، لأنه هو الوقت الذي يبدأ فيه قلبه بالنبض كما يقول العلماء. لم يكن احد يعرف جنس الجنين -آنذاك- اهو ذكر أم أنثى، لأن (القابلة) في ذلك الوقت لم تكن تستخدم تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية، بل كانت معداتها الطبية محصورة في (طشت) ماء دافئ ومنشفة (فوطة) لا غير، بل إن العالم بأسره لم يكن يعرف شيئا عن هذه التكنولوجيا إلا بعد أن قامت (كازونوري بابا) من جامعة طوكيو بالتقاط صور ثلاثية الأبعاد للجنين في عام 1986م. قال (أرسطو): إن الإنسان حيوان سياسي بطبعه، وأقول: كل جنين خلق عام 1958 م سياسي بالفطره، لأن عقله الباطن بدأ في تخزين المعلومات أثناء سماعه للأخبار التي كانت تبثها اذاعة ال (بي بي سي)، حيث كانت اسرته تستمع الى برامج (هنا لندن) وكان منصتا، وربما رسخ في عقله الباطن ما يذاع -آنذاك- كالنزاع بين الخرطوم والقاهرة على أحقية امتلاك مثلث حلايب، وايضا الوحدة الهشة التي قامت بين مصر وسوريا، ولكن من المؤكد أن هذا الجنين جاء بالكثير من البشريات إلينا، منها صدور الجنيه الذهبي السعودي باسم الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ومنها أن إنتاج شركة (ارامكو) من الزيت قد زادت معدلاته، واصبح -قبل مولده بشهور- مليون برميل في اليوم للمرة الأولى، وليس هذا فحسب بل صدرت قبل قدومه بأيام أول رواية نسائية سعودية بعنوان (ودعت آمالي) للكاتبة سميرة خاشقجي، وكانت تدعو فيها إلى تغيير واقع المرأة السعودية، وبالفعل استجيبت دعوة الخاشقجي وتغير واقع المرأة السعودية، حيث عقد هذا الجنين سلاما ينهي آلام أمه، فودع بطنها ونزل إلى حوضها بعد أن انقلب اتجاه رأسه إلى اسفل مستعدا لمرحلة المخاض والولادة ثم..جاءنا!