التأثير الإيجابي في حياة الآخرين يتطلب دوماً شخصية قوية ولعل بيب جوارديولا كان محظوظا جداً بوجود يوهان كرويف في حياته ويظهر هذا جلياً عشية اختياره «كابتن» للفريق عام 1993. خلال نفس العام تعاقد النادي الشهير مع النجم البرازيلي الكبير روماريو وكالبروتوكول المعتاد دعا المدرب كرويف كابتن الفريق والنجم الجديد إلى حفلة عشاء في أحد المطاعم ويومها أبدى جوارديولا إعجابا كبيرا بروماريو وبمجرد استئذان الضيف والتوجه إلى دورة المياه نظر كرويف بغضب شديد إلى جوارديولا وقال: «أرجوك توقف عن التصرف كمراهق أنت كابتن الفريق» وكان هذا الدرس القاسي بمثابة مرحلة بناء الشخصية القوية للفيلسوف. توالت الإنجازات والبطولات في مشوار جوارديولا اللاعب على مدى 17 عاما قبل أن يعلن اعتزال اللعبة عام 2006 وكالعادة دوماً يلعب كرويف دورا محوريا في حياة تلميذه حيث طلب منه الذهاب إلى الأرجنتين وقضاء فترة معايشة مع المدرب الخبير سيزار لويس مينوتي والمدرب المثير مارسيليو بييلسا وما لبث أن عاد منها الفيلسوف وهو يحمل فكرة أن الرضا الكامل للقائد الناجح لن يتحقق سوى بالسيطرة التامة على كل شيء. عام 2007 كانت بداية الفيلسوف الفعلية مع التدريب، حيث حصل على رخصة التدريب وبدأ مع فريق برشلونة «ب» قبل أن ينتقل إلى تدريب الفريق الأول عام 2008 خلفاً للهولندي فرانك ريكارد وعوضاً عن فشل مفاوضات البرتغالي مورينهو الذي رحل إلى إنترميلان الإيطالي، حيث قرر الفيلسوف الاستغناء عن البرازيلي رونالدينهو والبرتغالي ديكو ولاحقاً الكاميروني ايتو ووضع حينها عدة ضوابط صارمة على اللاعبين في المقابل قرر إلغاء معسكر الفندق الخارجي ليلة المباراة حيث سمح للاعبين بالبقاء في بيوتهم في تصرف غريب وعجيب. كلمة أخيرة: قاعدة كرويف الذهبية التي طبقها جوارديولا «القائد هو مَنْ يتخذ القرارات وهو مَنْ يتحمل العواقب».