ضاقت «1» لدى الهلال واتسعت عند الأهلي. ضرب الاتفاق مواقع الأزرق فأوجعه، ولان القادسية أمام الأخضر فأبدعه. كل شئ يسير باتجاه جدة والنقطة الفارقة تبث الحماس هناك. المباريات الثلاث الباقية لكل فريق تحدد البطل، وهي للأهلي أسهل لكن المباراة التي سيلتقيان بها هي التي ستحدد بشكل كبير من هو الأول. الهلال يئن والأهلي ينتعش لكن الكرة لا تعترف بالظاهر، فما هو خفي قد يقدم الأقوى ويكشف عن صورة البطل. «2» ظلموا الاتفاق. هذا واضح ثلاث مرات: الأولى عندما ألغى له الحكم هدفا بحجة التسلل، لكنه وكما اتضح في إعادات الفيديو لم يكن كذلك. والثانية عندما نسيه المحللون وراحوا يتحدثون عن كيفية هزيمة الهلال وليس عن قدرة الاتفاق بمدربه الوطني على تجاوز (إمكانات) الأزرق الضخمة ماليا وإداريا وفنيا. ولو كان المدرب الذي فاز.. ذلك الذي تحيط به الهالات الإعلامية والأضواء والكاميرات من كل جانب لهللوا ومجدوا ورفعوه فوق الأكتاف والهامات. الشهري الذي بدأ يتشكل بقوة مظلوم إعلاميا، وهو الظلم الثالث للاتفاق، في الوقت الذي أصبح يزرع في الذهنية الاتفاقية والرياضية شيئا من قوة وذكاء الزياني. «3» ولا أدري لماذا لا نشجع ولا نحتفي بالوطنيين الذين يخرجون من أندية لا تمر بها الأضواء بينما نشعل أقلامنا وأصابعنا لمدرب فشل في تقديم شيء لناديه لمجرد أنه كان لاعبا في النادي المفضل الذي تدور حوله الكاميرات؟. لماذا نظلم الخامات الوطنية ونحاول قتل إبداعاتها لأنه ظهر (أولا) في النادي المنافس وواصل إبداعاته في الأندية والمنتخب كمدرب متخطيا الحواجز والصعاب بينما الآخر لم يحقق شيئا ثم أغدقوا عليه (صنوف) المدح و(حروف) الثناء، وأصبحوا يخترعون له الأعذار والمبررات كلما أخطأ، بينما سعد يحقق النجاح فيحاولون أن يطفئوا شمسه!! «4» الذين أهملوا سعدا تدريبيا ندموا. لم يتعاقدوا معه لأنه طلب مساواته بالمدربين الأجانب فرفضوا طلبه، وعندما ذهبوا للأجانب فشلوا مع أنديتهم وانحرموا من البطولات لأنهم حرموا الوطني من الخير!! الذين يهملونه إعلاميا الآن سيعضون عليه أصابع الندم، فمقدرة تدريبية وطنية ستضيع إن لم نحافظ عليها ونصونها ونفرش لها الورود في الوقت الذي فرشوا الورد والزهر للاعبهم المفضل بينما فشل تدريبيا، وهاهم يزرعون الشوك في طريق الناجح والورد في درب الفاشل!! «5» صفقوا لسعد وللاتفاق. سعد الذي نجح مع النادي عندما أنقذه من الهبوط وهاهو يقترب من خوض ملحق آسيا بعد أن لعب مع الاتفاق 12 مباراة فاز في ست مواجهات، وتعادل في أربع، وخسر مرتين فقط، ليقفز بالفريق من دوامة الخطر إلى المركز الخامس. وقبل ذلك أوصل منتخب الشباب إلى نهائي آسيا ونهائي كأس العالم، أفلا تجبرنا هذه الإنجازات التي حدثت في وقت قصير على التصفيق وتجبر الذين لا هم لهم سوى مراعاة لاعبهم المفضل على الالتفات للحقيقة ومراعاة مصلحة الكرة السعودية ومستقبلها. وصفقوا للاتفاق لأنه منح الثقة للمدرب الوطني وأعاد ماضي الزياني في صورة الشهري. «6» أخيرًا... اتركوا اللاعب المفضل من أجل المدرب الأفضل.