عندما نقول إن القيادة هي قدرة الشخص على التأثير في المجموعة بشكل إيجابي من أجل تحقيق الأهداف، بالتأكيد المحور الرئيس لهذا النطاق في كرة القدم لن يكون سوى العبقري يوهان كرويف وتلميذه النجيب بيب جوارديولا. وكان كتاب الصحفي الإسباني الشهير جييم بالاجيه «طريقة أخرى للفوز»، الذي يحكي الحياة الشخصية لجوارديولا قد تناول الكثير من الجوانب المثيرة بداية من عمل بيب جامعا للكرات في ملعب الكامب نو وصولاً إلى تجربته الأولى مع كلوب جيمانسيتك وحضوره لاحقا إلى اختبارات أكاديمية «لاماسيا» الشهيرة وفشله في البداية قبل أن ينجح في التجربة الثالثة. يومها بيب عندما ترك القرية الصغيرة سانتبيدرو وهو في 13 من العمر والتحق بالسكن الداخلي للاعبين القادمين من خارج كتالونيا اختار سريرا علويا يطل بشكل مباشر من الغرفة عن ملعب الكامب نو؛ وذلك لكي يصبح الملعب رفيقه كل ليلة. والجدير بالذكر، أن بيب نفسه كان يعلم جيداً أنه يفتقد للمهارة العالية والقدرات البدنية لكنه كان يعوض ذلك في اللعب بالتمرير الصحيح للآخرين وخلق المساحات للمجموعة ككل. الصدمة الكبيرة في حياة بيب كانت خلال صيف عام 1989 عندما بلغ 18 عاماً وصعد للفريق الأول في برشلونة، الذي يدربه قدوته الشخصية يوهان كرويف، ويقول بيب عن ذلك اليوم: بعد مباراتنا الودية مع نادي بانيولس، قال كرويف: «إيقاع لعبك بطيء ويوازي سرعة حركة جدتي»، هذه العبارة القاسية دفع ثمنها 18 شهرا خارج المجموعة الأساسية، وكان التحدي الحقيقي في مشوار بيب مع يوهان عام 1990 عندما زج به فجأة في مباراة نادي قادش الدورية، التي ظهر فيها اللاعب الصاعد بشكل رائع، خصوصاً في بناء الهجمة المعاكسة. كلمة أخيرة: فلسفة تمركز بيب التي أبهرت الجميع «عند تلقي الكرة يجب أن تكون في مساحة تسمح لك بالتمرير».