أكد عدد من المختصين أن المملكة العربية السعودية ترتبط بعلاقات تاريخية مميزة مع بريطانيا منذ زمن بعيد. واشاروا الى أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، تأتي في وقت تمر فيه المنطقة بالكثير من الاضطرابات السياسية والأمنية، مما يجعل هذه الملفات حاضرة في المباحثات السعودية البريطانية بغرض ايجاد المعالجات اللازمة. وقال المحكم الدولي والمستشار القانوني علي بن محمد القريشي: إن هذه العلاقات تنطلق من القيم والمبادئ والمصالح المشتركة بينهما، والرغبة المتبادلة لتعزيز وتطوير هذه العلاقات وتنميتها بصورة مستمرة، في مختلف الجوانب بما فيها الجانب الاقتصادي والثقافي، ولتوسيع دائرة الشراكة والعمل على زيادة الفرص الاستثمارية وتشجيعها وتطوير حجم التعاون القائم بينهما. وأضاف القريشي: يجمع المملكة وبريطانيا العديد من القنوات المشتركة لتبادل الخبرات سواء من خلال الزيارات الرسمية أو الوفود التجارية المتبادلة على مستوى القطاعين العام والخاص. ويعد «حوار المملكتين» برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، إحدى القنوات المهمة، باجتماعاته الدورية بالتناوب في الدولتين، لمناقشة التحديات التي تواجههما وأيضا بغرض الحوار والتواصل وتبادل الرؤى على كافة الأصعدة والاتفاق على تنفيذ برامج تعاون ثنائية بين الجانبين في كافة المجالات المتاحة. من جانبه أكد الاقتصادي صلاح العماري أن مجلس الأعمال السعودي البريطاني بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية - باجتماعاته الدورية يمثل قناة هامة أخرى لتعزيز وتطوير حجم التعاون القائم بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين في المجالات المتعلقة بالاقتصاد والتجارة والاستثمار. وأضاف العماري: تعد المملكة شريكا رئيسا لبريطانيا باعتبارها أكبر سوق في المنطقة للدول الاقتصادية الكبرى، وتشير الإحصاءات الخاصة بحجم التبادل التجاري إلى زيادة الصادرات السعودية إلى بريطانيا نسبيا، مقارنة بالسنوات الماضية، وتمثل المواد البترولية ومشتقاتها أهم الصادرات السعودية إلى بريطانيا من حيث القيمة وتليها معدات النقل وماكينات توليد الكهرباء والبلاستيك الخام وماكينات التصنيع العامة. وأما بالنسبة للصادرات البريطانية، فهذه تتصدرها ماكينات توليد الطاقة ومعداتها وقطع غيار الطائرات والسيارات والحديد والصلب من حيث القيمة إلى المملكة. وفي السياق، يقول أستاذ الاعلام في جامعة الامام الدكتور محمد الصبيحي: فيما يخص العلاقات الثقافية، هناك عدد من الفعاليات والبرامج الثقافية المشتركة بين البلدين، مثل مشاركة المملكة في معرض لندن للكتاب الدولي وتنفيذ برامج وفعاليات بالتعاون مع المتحف البريطاني والمتاحف الأخرى في مجال العمل الثقافي. وفي المجال التعليمي هناك التحاق الطلبة السعوديين بالجامعات والمؤسسات التعليمية في بريطانيا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وكذلك عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاقتصادية والثقافية بين المملكتين. وعلى ذات السياق، اعتبر د. محمد سعد الزهراني: أن علاقات الرياضولندن علاقات قديمة، بنيت على أسس أخوية قوامها المصالح المشتركة لشعبي المملكة العربية السعودية وبريطانيا، مشيرا الى أنه وخلال جميع الحقب السياسية ظلت هذه العلاقات متينة وقوية. وقال: تأتي زيارة سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى بريطانيا في ظل كثير من الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة، فيما تقف السعودية كركيزة أساسية لمعالجة هذه الاضطرابات كما الحالة اليمنية التي انقلبت فيها ميليشيات الحوثي على الشرعية. وتوقع في ذات الوقت أن يتم التنسيق السياسي بين البلدين لمعالجة كثير من الملفات السياسية والاقتصادية وبخاصة فيما يتعلق باليمن وسوريا.