اختتم مساء أمس الأول بجمعية الثقافة والفنون بالدمام مهرجان بيت السرد للقصة القصيرة في دورته الأولى التي كرم فيها القاص خليل الفزيع، بمشاركة كُتّاب وكاتبات القصة القصيرة من أجيال مختلفة، كان جسرا للاتصال بين القاصين وجمهور المهرجان من نقاد وكتاب وقراء ومتذوقي فن القصة القصيرة، وفرصة لتبادل وتلاقح الأفكار والآراء في الحوار. وشهد المهرجان إقامة ندوة «القصة المحلية: النشر والتلقي والنقد» التي ناقشت المشاكل التي تتعرض لها القصة القصيرة مع النشر وحجم قراءتها لدى المتلقين، كما تضمن المهرجان معرضًا يتألف من صور فوتوغرافية تحكي قصصًا بصرية، ومشهدًا مسرحيًا، وموسيقى طيلة أيام المهرجان. وصاحب المهرجان توقيع لآخر الاصدارات القصصية المحلية لمجموعة من الكتاب، وتوزيع جوائز مسابقة القصة القصيرة التي فاز بها «فيصل خرمي، حاتم الشهري، بيان الزوري»، وهدفت إلى تشجيع المواهب من الجنسين على الكتابة في القصة القصيرة، ولتحفيز كُتّاب وكاتبات القصة في المملكة على إنجاز المزيد من الإبداع القصصي. وشهد اليوم الختامي للمهرجان أمسيتين قصصيتين، قرأ في الأولى كل من القاصة وفاء الطيب والقاص ظافر الجبيري والقاص عبدالله النصر، فيما أدارها القاص والروائي عبدالله الوصالي، فيما شارك في الأمسية الثانية كل من القاصة كفى العسيري والقاص أحمد الحسين والقاص أيمن عبدالحق، وأدارت الحوار حول القصص التي قُرأت الأديبة منيرة الأزيمع. الأمسية الأولى تحدثت القاصة وفاء الطيب بداية الأمسية عن تجربتها مع كتابة القصة القصيرة، وخلصت إلى أن قصصها لم يقرأها سوى بعض الأصدقاء والنقاد، مشيرة إلى أنها وجدت أملا هنا عبر المشاركة في هذا المهرجان المميز المعني بهذا اللون من الأدب، لتقرأ بعدها قصة «الطلقة الأخيرة» التي ركزت فيها على الصعوبات التي تواجهها المرأة المطلقة. ثم قرأ ظافر الجبيري أربع قصص هي «عصفور النسيان» و«الرقابة» و«حافية القدمين» و«نداء الفراشة»، فيما شارك القاص عبدالله النصر بقراءة قصتين هما «الأحلام حين تتنفس» و«الصفعة». ثم تناول الوصالي القاصين الثلاثة بإضاءات حول قصصهم، وقد وصف قصص وفاء الطيب بأن في كتابتها حسًا أنثويًا عابقًا بالسرد النسوي الشفاف. وعن إنتاج ظافر الجبيري القصصي قال الوصالي: إن السمة الغالبة عليه هي العزلة والنوستالجيا كمصدر للراحة وخاصة في قصته «نداء الفراشة»، أشاد بعدها بكتابات القاص عبدالله النصر، مشيرا الى أنه يتقن الحوار وأن قصته «الصفعة» تركز على ما تعنيه الزهور للمرأة. الأمسية الثانية بدأت الأمسية الثانية مع قصتين لأيمن عبدالحق «أصابع» و«زوايا الشبه»، وقرأت القاصة كفى عسيري قصتين من مجموعتها الأولى هما «منديلها الأصفر» والثانية قصة قصيرة جدا بعنوان «مطر»، ثم قدّم أحمد الحسين ثلاث قصص «محفظة الزمن» و«محاكمة قاص» و«الحب يوحد العاشقين». ثم فتحت الأزيمع الحوار حول القصص فسُئلت كفى عسير عن «المنديل الأصفر» ودلالته، فأجابت أنها عادة عسيرية محلية وهي أن المنديل الأصفر ترتديه البنات غير المتزوجات وعندما تتزوج الفتاة تستبدله بالشيلة. وتمّ التعليق على قصة «الحب يوحد العاشقين» فقيل انها ليست قصة؛ لأنها تفتقد للمنطق الداخلي والتماسك والكثير مما يجعل النص غير مقنع للقارئ.