توجت كوريا الشمالية محاولاتها للتقارب مع جارتها الجنوبية بدعوة قدمتها الشقيقة الصغرى للزعيم الشاب، لنظيره الجنوبي لزيارة بيونج يانج، مستغلة انطلاق اولمبياد الالعاب الشتوية فى الجنوب لتحسين صورتها أمام العالم التي ارتبطت بإطلاق الصواريخ والتفجيرات النووية والصرامة السياسية بالاضافة لتنظيم العروض العسكرية الضخمة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية «رغم ان زعيم كوريا الشمالية الشاب قد اجرى عرضا عسكريا ضخما فى نفس يوم افتتاح الالعاب الشتوية فى كوريا الجنوبية، الا انه ارسل وفدا رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين لحضور فعاليات حفل الافتتاح فى بيونج تشانج». وضم وفد الشمال لهذه الالعاب 280 عضوا ومشجعا ويرأس الوفد وزير الرياضة؛ ويضم الرئيس الشرفى لكوريا الشمالية كيم يونج نام، وشقيقة الزعيم الشمالي، كيم يو جونج؛ التى اطلقت عليها الصحافة «الرقيقة الصارمة» وهي قد لمع نجمها فى الآونة الاخيرة بعد تصعيد دورها فى حماية وتحسين الصورة العامة لشقيقها، الذى يكبرها بأربع سنوات وهى مسؤولة بارزة في الحزب الحاكم. وبالفعل جذبت كيم جونج التي ولدت عام 1987 اهتمام عدسات المصورين والصحفيين في كوريا الجنوبية، وربما أراد زعيم كوريا الشمالية حذو الرئيس الامريكى دونالد ترامب في تكليف ابنته ايفانكا بمهام سياسية، ويتوقع المراقبون تولي كيم مزيدا من المناصب. ولفتت الصحيفة إلى ان شقيقة الزعيم كيم جونج ومساعدته المقربة؛ هي التي سلمت الدعوة للرئيس الجنوبي مون جيه ان، عندما استقبلها في القصر الازرق، فيما قالت صحيفة «واشنطن بوست» ايضا «ان سحر شقيقة الزعيم الكوري سرق الاضواء من نائب الرئيس الأمريكي بنس»، واضافت «ان العالم خشي من محاولات زعيم كوريا الشمالية لسرقة عرض الالعاب الشتوية واذا كان ينوي فعل ذلك فليس افضل له من ارسال شقيقته الوحيدة كيم يو جونج التي اطلق عليها الإعلام في كوريا الجنوبية ايفانكا بيونج يانج». واستقبل مون الدعوة بالترحيب الحذر، قائلا «ان على البلدين القيام بخطوات كبيرة معا»، واستدرك قائلا «انه ينتظر من بيونج يانج القيام بخطوات تطمئن الولاياتالمتحدة الحليف الرئيس لكوريا الجنوبية من خفض التوتر لحين نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية». وقد بلغ التوتر في شبه الجزيرة الكورية اعلى درجاته العام الماضى مع اجراء بيونج يانج سلسلة تجارب للصواريخ الباليستية والتفجيرات النووية حتى وصل الامر للتهديد باستخدام السلاح النووي. لكن واشنطن التى تتجه للتصعيد مع بيونج يانج وتنظر لمشاركتها فى دورة الالعاب على انها محاولة لتحسين صورتها، ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين امريكيين قولهم «ان كوريا الشمالية تحاول دق اسفين بين واشنطن وسوول». واضافت الصحيفة ان نائب الرئيس مايك بنس استخدم لغة عدائية بشكل متزايد، وقال: ان نظام بيونج يانج هو الأكثر استبدادا على كوكب الارض، وتجنب بنس التعامل مع وفد كوريا الشمالية او مصافحتهم، منتقدا مشاركتها في هذه الالعاب وتوعد بفرض عقوبات اكثر قسوة عليها. واذا تمت هذه الزيارة فسوف تكون القمة الثالثة بين زعماء الشمال والجنوب والقمة الاولى للزعيم الكورى الشمالي الشاب.