علمت «اليوم» أن 10 شركات محلية ودولية تقدمت للمنافسة على إنشاء قرية متكاملة للأعمال اللوجستية بنظام البناء والتشغيل والإعادة (bot) بالمنطقة المساندة في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بمساحة تقدر بمليون متر مربع من خلال عقد امتياز لمدة 20 عامًا بعد طرح الهيئة العامة للموانئ المشروع الذي سيسهم في رفع كفاءة الميناء وقدرته الاستيعابية. م. وليد الفارس فيما أكد مساعد مدير عام ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام م. وليد الفارس أن مشروع القرية اللوجستية بالدمام طرح منذ شهر تقريبًا وسيتم فتح المظاريف في نهاية شهر رجب المقبل، مضيفًا ان التقدم للمنافسة على المشروع الكتروني، مشيرا إلى ان الميناء تلقى استفسارات حيال المشروع من شركات محلية ودولية. وأضاف الفارس انه تم طرح إنشاء قرية متكاملة للأعمال اللوجستية في المنطقة المساندة بالميناء بمساحة تقدر بمليون متر مربع، موضحًا أن هذا المشروع سيسهم في توفير أكثر من 5 آلاف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة للمواطنين. وذكر ان المشروع طرح قبل شهر كمناقصة وتستغرق مدة 3 أشهر للترسية، موضحًا أن القرية المتكاملة للأعمال اللوجستية ستحقق نقلة نوعية كبيرة لميناء الدمام بصفة خاصة، وموانئ المملكة بشكل عام، باعتبارها أحد المشاريع الاستثمارية التي ستزيد من تعظيم الاستفادة من الأصول الثابتة للميناء لتصبح رافدًا اقتصاديًا مهمًا وقيمة استثمارية مضافة لتفتح آفاقا أوسع لتوفير الفرص الوظيفية للشباب السعودي الطموح. وقال: «سيتراوح رأس مال مشروع القرية اللوجستية بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام من 700 مليون إلى مليار ريال»، مؤكدا أنه تماشيا مع رؤية المملكة 2030 والتي من أهم مرتكزاتها تحويل المملكة لمركز لوجستي عالمي، وكذلك تنويع مصادر الدخل وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الحركة التنموية في المملكة ظهرت الحاجة لهذا المشروع الذي سيساهم -بإذن الله- في تحقيق جميع الرؤى السابقة، لذا كان المشروع تحت نظر وإشراف وزير النقل مباشرة إلى أن أصبح واقعًا نأمل أن يصل للطموحات. وأوضح الفارس أن المشروع سيكون بنظام البناء والتشغيل وإعادة الملكية، مضيفا ان هذا النوع من العقود أثبت نجاحه في عدد من المشاريع التي تبنتها الهيئة العامة للموانئ، ومرحب به من قبل الشركات الوطنية والشركات المختلطة وفقا لنظام الاستثمار الأجنبي، متوقعا أن يوفر المشروع عددًا كبيرًا من الفرص الوظيفية للشباب السعودي سواء بشكل مباشر من المنفذ للمشروع أو غير مباشر من خلال الفرص الاستثمارية التي سيتيح المشروع تنفيذها. وتابع الفارس حديثه عن المشروع بالقول: «لا شك أن وجود هذا المشروع الضخم والذي سينفذ بإذن الله وفق المواصفات العالمية سيرفع معدل كفاءة الميناء معززًا لقدرته التنافسية الأمر الذي يزيد من جاذبية التعامل للخطوط الملاحية مع الميناء وبالتالي تعزيز مكانة المملكة كمنصة لوجستية مميزة بين ثلاث قارات»، مشيرا إلى أن هذا المشروع ضمن حزمة من المشاريع التي تعمل عليها الهيئة العامة للموانئ لتوفير بيئة استثمارية عالية الكفاءة لكافة الموانئ السعودية، حيث تم إطلاق برنامج مجتمع الموانئ الذي يهدف إلى إتمام جميع الإجراءات داخل الميناء، وكذلك تم بالتعاون مع شركائنا مصلحة الجمارك العامة إطلاق مبادرة الفسح الجمركي للحاويات خلال 24 ساعة من وصولها والذي يشهد ولله الحمد نجاحًا ملحوظًا. من جانب آخر حقق ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ارتفاعًا في معدل الإيرادات خلال العام المالي المنصرم 2017م بنسبة تجاوزت 3.56% مقارنة بالعام 2016م، إذ بلغت الايرادات هذا العام (1.264.830.951) ريالا، بينما انخفضت المصروفات التشغيلية بالميناء إلى (364.574.101) ريال، في حين شهدت الطنيات المناولة بالميناء انخفاضًا طفيفًا بنسبة 7.34% حيث ناول الميناء حوالي 29 مليون طن. وكان ميناء الملك عبدالعزيز قد استقبل بالعام 2017م أكثر من (1678) سفينة تمت مناولة (1.582.380) حاوية قياسية من على ظهرها، في حين تم تفريغ (118.111) عربة خلال العام الماضي. وشهد ميناء الملك عبدالعزيز في العام المنصرم اطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية التنموية والمبادرات التي تهدف إلى تحويل المملكة لمركز لوجستي عالمي بين القارات الثلاث تماشيا مع رؤية المملكة 2030، وتنويع مصادر الدخل وتفعيل دور القطاع الخاص في الحركة التنموية بالمملكة، في ظل الدعم اللامحدود الذي تحظى به الموانئ البحرية من القيادة الرشيدة والمتابعة المستمرة من قبل وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ الدكتور نبيل العامودي. إذ تم اطلاق مشروع القرية اللوجستية بالمنطقة المساندة بالميناء، كما تم تفعيل مبادرة فسح الحاويات خلال 24 ساعة منذ وصولها للميناء بالتعاون مع مصلحة الجمارك؛ لتسهيل عمليات المناولة وتسريعها في اقصر مدة ممكنة، والعمل على برنامج «مجتمع الميناء» الذي يهدف الى ربط جميع القطاعات العاملة بالموانئ السعودية وفق نظام رقمي وتبادل المعلومات الكترونيا والذي يأتي ضمن برنامج التحول الوطني 2020 الهادف إلى تسهيل وتيسير الاجراءات ذات العلاقة بالاستيراد والتصدير في الموانئ البحرية. كما شهد الميناء مؤخرا تحديثا كاملا لمعدات المناولة بمحطة البضائع السائبة والأعلاف من خلال زيادة طاقتها الاستيعابية بطاقة تصل الى 24 ألف طن يوميا، وذلك من خلال توفير ثلاث معدات جديدة ذات طراز عال ومتقدم تصل طاقة الواحدة منها إلى 400 طن بالساعة وسبع معدات بطاقة 250 طنًا بالساعة. واستقبل الميناء السفينة الأكبر في تاريخه (السفينة العملاقة تاريوس)، والتي تقدر طاقتها الاستيعابية ب (14.424) حاوية نمطية ويبلغ طولها (369) مترًا وعرضها (52) مترًا. كما حصدت محطتا الحاويات الأولى والثانية بالميناء ثلاث جوائز لأفضل محطات مناولة وبنية تحتية في الموانئ من خلال حفل Transport Arabia Excellence Awards.