قال باحثون إن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد لا يكون السبب الوحيد وراء الأزمة المتفاقمة للبكتيريا المقاومة للأدوية. وتعتبر هذه القضية واحدة من أكبر التهديدات للبشرية، حيث يصفها الكثيرون بأنها بمثابة الإرهاب والاحترار العالمي. ويعتبر وصف المضادات الحيوية بشكل غير ضروري من قِبَل الأطباء العامّين وموظفي المستشفيات للمرضى على مدى العقود الماضية سببًا في تأجيج البكتيريا غير الضارة وتحويلها إلى بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية. ووجدت دراسة سويسرية جديدة أن البكتيريا يمكن أن تصبح أيضًا مقاومة للأدوية، وتصبح قاتلة من خلال مهاجمة البكتيريا المنافسة، وفقًا ل«ديلي ميل». وتوصل خبراء جامعة بازل السويسرية إلى أن كثرة تناول المضادات الحيوية يدفع البكتيريا إلى تغيير تركيب المضادات الجينية بعد قتلها. وتأتي هذه المقاومة نتيجة الدفاع الذي تقوم به البكتيريا والمتمثل في إفراز بعض الأنزيمات التي تقلل من فعالية المضاد الحيوي، أو قد تنشأ من حدوث طفرة في تركيب البكتيريا، إما بتغيير شكل البروتين الذي يرتبط به المضاد الحيوي وإما اكتساب جيني مقاوم يفقد المضاد الحيوي تأثيره السام على تلك البكتيريا. وأظهرت النتائج أن بعض السلالات من البكتيريا تحقن منافسيها بمزيج سام من البروتينات، يدعى «المحفز»، مما يؤدي إلى موتها. وقال البروفسور ماريك باسلر، الباحث الرئيسي في الدراسة: إن البكتيريا «يمكن أن توجد أيضًا في مسببات الأمراض الأخرى مثل تلك التي تسبب الالتهاب الرئوي أو الكوليرا». وأكدت منظمة الصحة العالمية في يوليو الماضي أن ثلاثة أشخاص، عبر العالم، تطورت لديهم البكتيريا العنيدة، والتي أصبحت مقاومة لجميع أشكال العلاج بما في ذلك البنسلين الذي لم يعُد يقاوم التهاب الحلق، والالتهابات الجلدية، والأكثر خطورة الالتهاب الرئوي، وفقًا لادعاءات الأطباء.