في الفترة الأخيرة أصبحنا نسمع الكثير من الأصوات التي بدأت تتذمر مما بات يدور في ساحة العرضة الجنوبية من بعض الشعراء المحسوبين على الموروث، الذين من الواضح أنهم انتهجوا أسلوب المجاملة الذي بكل تأكيد يخالف الواقع، وويعدّ بعيدًا عن الحقيقة التي يدركها الكثير من المتابعين. مؤلم جدًّا عندما يفاجئك شاعر كبير ذو تجربة شعرية مميزة بإشادة بمستشعر ليس لديه معايير ومقومات الشعر الحقيقي. مَن يراقب الوجود الكثيف لهؤلاء الذين ابتليت بهم الساحة الشعبية يعي تمامًا أن المشهد صار اكثر تعقيدًا، وواقعًا تم وضع الموروث من خلاله امام مفترق طرق.. إما القبول بكل ما يقدمون من غث وتغييب الإبداع والمفردة الجزلة التي يبحث عنها الجميع، أو من خلال تدارك الامر مبكرًا ومحاولة إشعارهم بأنه ليس لديهم أفق ولا حتى إمكانيات تؤهّلهم لكي يفسح أمامهم هذا المجال، وحتى لا يكونوا سببًا في تشويه جاليات الساحة، ويفضل إذا لم تكن هناك استجابة منهم أن يتم منعهم بشكل أكثر وضوحًا، وهذا لن يتم إلا بتضافر جهود جميع الغيورين على تنظيم وثوابت الساحة. ومن الواجب على الشعراء الذين يُشار لهم بالبنان أن تكون لديهم مسؤولية الكلمة التي من المفروض أن تكون في محلها، وترك المجاملات التي ربما يكون الهدف منها إرضاء آخرين، وقد تتسبب في فتح مسارات يتدفق منها مَن ليسوا بشعراء، وقد يؤثر ذلك سلبًا على الموروث برمته. من أبياتي أخاف من بعد طول الغيبة لا جيت ما عاد تلقى الحنين وللأماني ما ينفع اللي خذل عاشقه يا ليت لا صار صفحة ومطويها الزماني