احتفل نادي الأحساء الأدبي مؤخرا بيوم اللغة العربية العالمي بالشراكة مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وجامعة الملك فيصل ممثلة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، وذلك من خلال جلستين علميتين اشتملت كل واحدة منهما على قراءة ورقتين علميتين، الأولى بإدارة د. خالد الجريان تحدث فيها أ.د. خليفة الميساوي، ود. عبدالعزيز الخثلان، والثانية أدارها د. عبدالله الحقباني، وتحدث فيها د. محمد الدوغان، ود. عبدالقادر الحسون. وكان المحور الرئيس للبرنامج هو اللغة العربية والتقنيات الحديثة، وقد تحدث الخثلان في ورقته عن إسهامات السعوديين في نشر اللغة العربية وتعليمها من خلال التقنيات الحديثة، ذاكرًا اهتمام قادة البلاد -حفظهم الله- بلغة القرآن الكريم ولغة البلاد، فيما سار أبناء الوطن على خطوات قيادتهم الحكيمة فتنوعت خدماتهم للغة العربية في مختلف التقنيات الحديثة كالبرامج الأدبية واللغوية في الإذاعات الرسمية وبالأخص إذاعة القرآن الكريم. أما ورقة أ.د. خليفة الميساوي فكانت حول «حوسبة اللغة العربية: الواقع والآفاق»، معرفا ذلك بنقل اللغة الطبيعية وفهمها آليًا واستخدامها في شتى ميادين الحياة التواصلية والتعليمية والإدارية والعلمية والتجارية. كما تحدث عن علم اللسانيات الحاسوبية واللغة العربية، والتي بدأت في سبعينيات القرن المنصرم وذلك حينما طرح إبراهيم أنيس فكرة الاستعانة بالحاسوب في إحصاءات الحروف الأصلية لمواد اللغة العربية بغية الوقوف على نسج الكلمة العربية، وقد تم هذا الإحصاء في كتابين صدرا عام 1971 و1972. وفي الجلسة الثانية تحدث د. محمد الدوغان عن اللغة العربية من موسيقاها إلى عالميتها، ولم يكن هنا الحديث خاصًا بالشعر فقط، بل شمل جميع أنواع الكلام والأدب، حيث ذكر بأن اللغة العربية تتميز بأنها ذات جرس موسيقي محبب لدى السامع، فكل كلام العرب يكاد يكون شعرًا بسبب هذا الجرس الموسيقي الجميل الموجود في أصواتها وفي تآلف كلماتها مع حروفها. أما د. عبدالقادر الحسون فتناولت ورقته العلمية موضوعا جديدا يتعلّق بما يعرف بالأدب الرقمي، وهو يمثّل النصوص الأدبية التفاعلية التي تنشأ وتقرأ في الحاسوب، وقد بين الباحث أن هذه الظاهرة الإبداعية، نشأت في الغرب في أواسط ثمانينيات القرن الماضي بظهور نصوص أدبية رقمية منها ما ينتمي إلى جنس الرواية مثل رواية ميشيل جويس «الظهيرة». وقد اختلفت الآراء النقدية حول الأدب الرقمي بين النظر إليه بوصفه تواصلا للأدب التقليدي الورقي أو باعتباره قطيعة معه، لذلك سعى د. الحسون إلى التعريف بالأدب الرقمي فتوقّف عند المصطلحات التي تطلق عليه، وأجرى مقارنة بين النص الأدبي الورقي والنص الأدبي الرقمي، وقدّم نماذج من الإبداع الرقمي العربي. وفي الأخير خلص د. الحسون إلى أن واقع العصر أنتج ثقافة جديدة هي الثقافة الرقمية ذات البعد الإنساني، وهي ثقافة تحتاج إلى تغيير شامل في الرؤى والأفكار والمناهج. كما دعا الحسون إلى إيجاد مادة دراسية في الجامعة تعنى بدراسة الأدب التفاعلي في المواقع الإلكترونية. وفي ختام الجلسات العلمية قام نائب رئيس مجلس إدارة النادي د. خالد الجريان بتكريم المشاركين في هذه الاحتفائية باللغة العربية، مقدمًا كذلك شكره لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية وكذلك جامعة الملك فيصل/ كلية الآداب ممثلة في قسم اللغة العربية. د. الجريان يقدم إحدى الجلسات