عامان، والاتفاق يعاني في طريقه للبحث عن إنجازات الماضي وبريقه، ف«الفارس» كلما أراد النهوض عاد للسقوط من جديد، وبشكل أكثر قسوة في كل محاولة. ومنذ عودته لمكانه الطبيعي في الدوري السعودي للمحترفين، بات الاتفاق مصدرا لحيرة عشاقه ومنافسيه، فتارة يظهر بشكل يعتقد الجميع معه أن صاحب اللونين الأخضر والأحمر عائد للمنافسة لا محالة، وتارة أخرى لا يملك متابعو المنافسات المحلية سوى الإشفاق على ما يقدمه وما يمر به من حال. ففي الموسم الماضي، وعقب خسارته في ظهوره الأول بدوري المحترفين برباعية أمام الأهلي، عقب غياب لعدة أعوام، عاد الاتفاق بكل قوة في الجولة الثانية لينتصر على النصر بهدف نظيف، قبل أن يفجر مفاجأة من العيار الثقيل بانتصاره على الهلال بهدفين مقابل هدف وحيد في الرياض، ليتبعه بانتصار ثالث أمام الباطن بهدفين مقابل هدف. ومع نهاية الجولة الرابعة، توقع الجميع أن عودة الاتفاق للمنافسة على البطولات المحلية ستكون سريعة جدا، لكن نتائج الفريق بدأت في التدهور جولة بعد الأخرى، وسارعت إدارة النادي في تغيير المدرب تلو الآخر، رغبة منها في تدارك ما وصل إليه حال الفريق من تأخر في سلم الترتيب العام، لكن كثرة تلك التغييرات، بالإضافة للاستقطابات المختلفة، لم تفلح إلا في إنقاذ الاتفاق من الهبوط، عقب أن حل في المركز الحادي عشر برصيد (27) نقطة، وبفارق نقطة وحيدة عن الباطن، الذي خاض ملحق الصعود والهبوط. أما الموسم الحالي، فكان يحمل بين طياته الكثير من الآمال بالنسبة لعشاق الاتفاق، خاصة عقب تحقيق الفريق لبطولة تبوك الدولية الثانية لكرة القدم، وبداية الموسم بتميز، من خلال الانتصار على الأهلي في أولى جولات الدوري السعودي للمحترفين، ومن ثم التعادل مع النصر بهدفين لمثلهما هنالك في الرياض. وتكرر سيناريو الموسم الماضي من جديد، لكن بشكل أسرع في الموسم الحالي، وبالتحديد عقب الخسارة أمام القادسية في الجولة الثالثة بهدفين مقابل هدف وحيد، حيث تلقى الاتفاق ثلاث خسائر متتالية اخرى، أمام كل من الشباب والفيصلي والباطن. الخسائر المتكررة، والمستوى الفني المتواضع الذي بات يقدمه الفريق الاتفاقي، جعلا جماهيره وعشاقه تطالب بإقالة المدرب الصربي ميودراج يسيتش، لكن الإدارة الاتفاقية كانت تخشى من تكرار ما حدث خلال الموسم الماضي، فأعطت المدرب الصربي الكثير من الفرص، حتى اقتنعت بضرورة تغييره عقب الخسارة برباعية أمام التعاون، لتتعاقد مع المدرب الوطني الشاب سعد الشهري. ويبدو أن هذا القرار قد ساهم في تهدئة الوضع داخل البيت الاتفاقي وبين كل عشاقه، لكنه عاد سريعا للانفجار عقب الخسارة القاسية أمام الأهلي بأربعة أهداف مقابل واحد، طارحا سؤالا صريحا وجه للإدارة واللاعبين، مفاده: «خلل الاتفاق.. أين يكمن؟!».