فاجأ الدكتور سعد البازعي المنظمين والحضور في احتفالية بيوم اللغة العربية العالمي، حين قال أرفض التعامل بطريقة حالمة مع اللغة العربية. كما أوضح، بخلاف كثيرين، أن العامية ليست خطرا على الفصحى فهي ظاهرة طبيعية لا بد منها وطوال تاريخ العربية وهي تتضمن لهجات مختلفة. جاء ذلك في محاضرة ألقاها الناقد الدكتور سعد البازعي عن اللغة العربية، في أمسية نظمها مساء أمس الأول منتدى ابن المقرب الأدبي، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون، وبمشاركة من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي. قدم للأمسية التي أقيمت على مسرح الجمعية الشاعر إبراهيم أبو شفيع، وافتتحها رئيس المنتدى الشاعر علي البحراني بكلمة، تحدث فيها عن مزايا العربية، التي بدت في كلمته لغة معجزة، ونقل البحراني عن آرنست رينان قوله: اللغة العربية وجدت فجأة في غاية الجمال وليس لها طفولة ولا شيخوخة. وأنها تعتبر كائنا مقدسا لدى العربي لارتباطها بالمقدس الخالد وهو القرآن الكريم الذي تكفل الله بخلوده. وتحدث البازعي عن أهمية الترجمة وعدم النظر للعربية بطريقة حالمة فاللغات لا تنهض دون محتوى معرفي ودور ريادي، وافتتح محاضرته مؤكدا أن اللغة العربية تواجه تحديات في مهدها وليس في العالم، وأضاف: لا خلاف حول وجود التحديات ولكن الخلاف حول الأولويات، فاللغة الانجليزية تشكل خطرا وهي في كل مكان من لعب الأطفال ولكنها لا تشكل خطرا متساويا على اللغات الأخرى كما هو حال اللغة الفرنسية التي تأثرت بنسبة أقل، إلا أن الفرنسية لا تزال بحاجة إلى الانجليزية لأنها لغة السياسة والتقنية، أما العربية فهي تعاني من عدة مشاكل منها: ضعف المنتج الحضاري، وضعف العمل على تغيير الوضع، وضعف المواقف المتخذة. وتحدث البازعي عن تطوير التعليم الذي يعتبر الركيزة الأساسية في أي نهوض، وضعف التعليم للعربية ذاتها، وهيمنة اللغة الإنجليزية في تعليم العلوم كالطب والهندسة وليس لأن الإنجليزية محببة بل لأنها لغة العلم. وبسبب غياب مشروع وطني للترجمة. وأضاف: حبنا للغة أنسانا أن اللغات لا تنهض لمجرد حبها أو حفظ القرآن الكريم وأن مهمة النهوض هي مهمتنا نحن وأول خطوة هي التعرف على الواقع كما هو، ورغم بقاء تراث العربية وهي حالة فريدة بين اللغات إلا أن ضعف اللغة يأتي من ضعف إسهام أهلها في المنتج المعاصر، فحضور العربية ثانوي في محتوى الإنترنت وأولادنا يحتاجون الإنجليزية للحصول على عمل. وأشار البازعي إلى أن تطور العرب ارتبط بالترجمة عن لغات أخرى، ونقل عن الجابري انتقاده استبعاد المعجميين العرب نقل مصطلحات العلم والفلسفة محافظة على جذور المفردات العربية فكانت النتيجة افتقار اللغة رغم أن القرآن تضمن كلمات من لغات أخرى. وعن اللهجات قال: إن الرفض التام لها خطأ لأنه يؤدي إلى قطيعة اللغة مع الحالة المعاشة التي تعبر عنها العامية، وأشار إلى استيعاب السرد للعامية من بين الأجناس الأدبية. صاحب الفعالية معرض الحرف العربي شارك فيه 21 خطاطا وخطاطة، قدموا 51 عملا خطيا تنوعت الأعمال بتنوع المدارس الخطية، بعبارات عن اللغة وحكم وآيات قرآنية. وشارك في الأمسية فيلم قصير عن دور مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة اللغة العربية في أندونيسيا. واختمت الفعالية بأمسية شعرية للشاعرين ناجي حرابة وفايز ذياب. الشاعران على المنصة