أعلن الجيش اليمني أمس أنه سيفتح جبهات جديدة في أماكن مختلفة لتحرير ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأشار الناطق باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي إلى أن انطلاق معركة تحرير الحديدة، أمس الأول، هي إحدى تلك الجبهات الهادفة لمحاصرة العاصمة صنعاء بهدف تحريرها. وأكد العميد مجلي أن الانتصارات التي حققها الجيش الوطني، الخميس، في محافظتي الحديدة (غرب اليمن) والجوف (شمالا) «من شأنها قطع الشريان الإيراني، الذي يمد ميليشيات الحوثي الانقلابية بالأسلحة والمعدات المهربة». وكانت قوات الشرعية قد فتحت جبهة جديدة في معقل الحوثيين الرئيس بمحافظة صعدة أقصى شمال اليمن. فقدان الغطاء وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عبر حسابه على موقع تويتر، الجمعة، إنه «برغم سيطرة الحوثي على العاصمة إلا أنه يعاني فقدان الغطاء السياسي في المرحلة القادمة، وأصبح عارياً بواقعه الجديد، ميليشيات طائفية ناهبة سارقة، أركان سلطتها الخوف والسلاح». وكان قرقاش قد غرّد في وقت سابق عبر تويتر أن الوضع في العاصمة اليمنية صنعاء غامض، مؤكداً أن انتفاضتها الوطنية بحاجة للدعم. كما أشار إلى أن الحرب هي لحماية الجزيرة العربية من التمدد الإيراني وعصاباته الحوثية. وأضاف: «أياً كانت نتائج انتفاضة صنعاء المباركة، فإنها أكدت أن ميليشيات الحوثي الإيرانية مرفوضة يمنياً، وأن سيطرة الإرهاب والسلاح مؤقتة، وأن مكان اليمن الطبيعي هو محيطه العربي». توعد حكومي وفي السياق، أكدت الحكومة اليمنية أن الانتهاكات التي تنفذها ميليشيات الحوثي بحق قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام لن يتم السكوت عنها. وتوعدت الحكومة خلال الاجتماع، الذي عقد في عدن برئاسة أحمد عبيد بن دغر، بمعاقبة المجرمين والمسؤولين عن تلك الجرائم، مشيرة إلى أن ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران تمادت في اقتحام منازل السكان وانتهاك حرماتهم وقتل كل مَنْ يعارض مشروعها الطائفي الإيراني. وأضافت الحكومة: إن الانتفاضة الشعبية، التي انطلقت في العاصمة صنعاء وعدد من المدن ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، مستمرة حتى تحقيق الانتصار الكامل. انتهاكات بشعة وكان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، وصف أمس الأول الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في العاصمة صنعاء من قبل ميليشيات الحوثي بأنها «إبادة» وجرائم ضد الإنسانية، مؤكداً أن اليمنيين في مناطق سيطرة الميليشيات الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات. واعتبر الإرياني حجب ميليشيات الحوثي لكل وسائط التواصل الاجتماعي، محاولة لعزل اليمنيين في مناطق سيطرتها عن العالم، وإخفاء الجرائم التي ترتكبها بحقهم. وحجبت ميليشيات الحوثي، أمس الأول، جميع تطبيقات المراسلة الفورية والتواصل الاجتماعي في اليمن، مع استمرارها بحملات الاعتقالات والإعدامات واقتحامات المنازل منذ قتلها الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وينفذ الحوثيون حملات مداهمة وتفتيش لمنازل معارضيهم، واعتقال المئات، وتنفيذ إعدامات ميدانية بحق مئات العسكريين والمدنيين. جثمان الزوكا وأكدت مواقع يمنية أمس الجمعة، وصول جثة أمين عام المؤتمر الشعبي عارف الزوكا، الذي قُتل مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الإثنين الماضي على أيدي ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مسقط رأسه في محافظة شبوة شرق اليمن. وبحسب مصادر في عائلة الزوكا وأخرى طبية، فإن الجثمان وصل مساء الخميس إلى مستشفى عتق في شبوة عقب تسلمه من قبل ميليشيات الحوثي بوساطات قبلية، حيث كانت تحاول الضغط على أسرته بدفنه في صنعاء. وأفاد مصدر طبي بالمستشفى الذي استقبل جثة القيادي الزوكا، بأن الطلقات النارية التي أصابته أطلِقت من مسافة قريبة، وهو ما يرجح احتمالية تصفيته من قبل الحوثيين عقب إسعافه إلى المستشفى مصابا بجروح طفيفة، بحسب ما ذكرته سابقا قيادات في حزبه. وأوضح أنه بناءً على تشريح أولي، فإن هناك ست طلقات نارية في الجثة، اثنتان منها في الصدر وأطلِقت من مسافة قريبة (هي التي أودت بحياته أو على الأرجح تصفيته من قبل الحوثيين) فيما بقية الطلقات في القدمين واليد والبطن، من المؤكد أنه أصيب بها خلال المواجهات وأسعِف على أثرها. وأعلنت أسرته أنه سيتم تشييع جثمانه في مسقط رأسه بمديرية الصعيد بمحافظة شبوة. يذكر أن هذه أول جثة تفرج عنها ميليشيات الحوثي من قيادات المؤتمر والقيادات العسكرية والأمنية، التي قتلتها أو أعدمتها خلال الأيام الماضية، وعلى رأسها جثة الرئيس السابق صالح.