تناول الناقد السعودي د. سعد البازعي في محاضرة حملت عنوان «المقاومات السردية»، التي نظمها بيت السرد مساء أمس الأول الثلاثاء في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ثلاثة محاور شملت: الدراسات النقدية وشهادات الروائيين العرب وقراءته التحليلية لبعض الروايات العربية والخليجية. ويقصد البازعي بالمقاومات السلطة المتجلية في الكتابة باعتبارها فعلا مقاوما لأشكال أخرى للسلطة، وافتتحت الأمسية التي شارك فيها الموسيقار سلمان جهام بمقدمة عرف فيها مدير الجمعية الشاعر أحمد الملا بالضيف قبل أن يشرع البازعي في محاضرته، مبينا أن المحاضرة مستلة من كتاب له وشيك الصدور يتضمن دراسة الظاهرة ضمن إطار أوسع يشمل الشعر، غير أنه أوضح أن الرواية أقدر على احتضان المقاومة عبر الحكاية وتعدد الشخوص ووجهات النظر، ما أتاح لها شعبية وحضورا كبيرين. وتطرق البازعي لعلاقة الرواية بالسلطة من خلال كتابين نقديين للبناني سماح إدريس والمصري علي عمار حسن، كما استعرض شهادات لروائيين وأدباء مرموقين اختار منها شهادة الروائي السوري حنا مينه الذي تحدث عن علاقته بالقمع السلطوي منذ أيام الانتداب الفرنسي والوحدة وما بعدها. وفي الجزء الاخير من المحاضرة تناول تحليل روايتين الأولى (إعجام) لسنان أنطون، الذي كتب عن بطل عراقي مسجون يكتب مذكراته مهملة بدون نقاط هربا من الرقيب، وفي الرواية الثانية (شارع العطايف) لعبدالله بخيت يعمد الكاتب إلى المزج بين مسميات حقيقية للشوارع وأخرى محرفة تجنبا للتطابق التام مع الواقع تهربا من السلطة الاجتماعية.