أصدرت الهيئة السعودية للحياة الفطرية بيانا، حول ما نشر مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي حول مشاهدة مجموعات من قرود البابون تقطع الطريق السريع بين مكةوالمدينة وما أثير حولها. ووضحت الهيئة في البيان ما نصه بالقول: أولا: ان المنطقة المصور بها المقطع تقع ضمن نطاق التوزيع الجغرافي الطبيعي لقردة البابون بالمملكة، حيث يمتد انتشارها من الحدود السعودية اليمنية إلى وادي الأكحل جنوبالمدينةالمنورة. ثانيا: يعد السبب في ظهور مجموعات كبيرة منها مؤخرا نتيجة لظاهرة الاستئناس، التي تفاقمت خلال العقود الأخيرة، حيث اعتمدت مجموعات القرود على الغذاء الذي يقدمه البشر بشكل مباشر عبر تقديم المارة الغذاء لها أو غير مباشر من رمي النفايات في غير أماكنها المخصصة أو تخلص المطاعم من النفايات الغذائية بطرق غير سليمة تجعلها متاحة لمجموعات القرود فساهم ذلك في تحويل سلوكها من بري الى مستأنس. وساهمت جملة من العوامل لنشوء واستفحال هذه الظاهرة منها الاحتطاب والرعي الجائران مما دفع مجموعات القرود للبحث عن مصادر بديلة للغذاء، كما أدى قتل المفترسات الطبيعية كالنمور والضباع والذئاب، التي تحدد أعدادها وانتشارها، مما سبب تفاقم الأضرار المترتبة على هذه الظاهرة على القطاعين الزراعي والصحي فضلا عن الأضرار البيئية. ثالثا: أوضحت الدراسات التي اجرتها الهيئة السعودية للحياة الفطرية مع العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث الوطنية والدولية على مشاكل القرود في المملكة وعلى ظاهرة الاستئناس وسبل الحد منها، اكدت جميعها تسبب السلوك البشري السلبي في تفاقم المشكلة. ولا بديل لحلها دون وجود الأنظمة سواء منها، التي تراعي الجوانب البيئية في العمليات التنموية أو ما يتعلق بسلوك مرتادي الطرق والحدائق العامة.