صرح رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية نشرت أمس الخميس بأنه يخشى من أن يكلف الدور العسكري لميليشيا حزب الله في الصراعات الإقليمية لبنان غالياً في نهاية المطاف. وأوضح في المقابلة مع المجلة الفرنسية: «أخشى أن تدخل حزب الله في الخارج سيكلف لبنان غالياً. لن أقبل أن يشارك حزب سياسي لبناني في مناورات تخدم مصالح إيران». وقال: «في لبنان، لحزب الله دور سياسي. لديه أسلحة ولكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية. إن مصلحة لبنان هي بضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى». وأكد رئيس الوزراء اللبناني لمجلة «باري ماتش» أن حياته لا تزال مهددة من نظام بشار الأسد. وتوجه الحريري مساء الاربعاء الى باريس في زيارة عائلية. وكان الحريري قد تحدث في خطاب استقالته في الرابع من نوفمبر، عن محاولات لاستهداف حياته. ويتهم الحريري نظام الأسد بالوقوف وراء اغتيال والده في تفجير ضخم في العام 2005. واتهمت المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في الجريمة خمسة عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني، حليف الأسد، بالتورط في العملية. ورفض الحريري على الدوام مشاركة حزب الله عسكرياً في الحرب السورية. وقال أخيرا: ان العودة عن استقالته نهائيا مرهونة بوقف تدخل حزب الله في نزاعات المنطقة. الى ذلك أعرب الحريري عن تفاؤله بأن الأزمة حول استقالته، التي أعلنها في الرابع من نوفمبر، ثم عاد وعلقها الأسبوع الماضي، على وشك الانتهاء. كما أوضح أنه سيستأنف دوره كرئيس لمجلس الوزراء، موضحاً أنه أفهم العالم أن لبنان لم يعد قادرا على تحمل تدخلات «حزب الله» في شؤون دول الخليج، حيث يعيش 300 ألف لبناني. وأجرى الرئيس اللبناني ميشال عون في بداية الأسبوع الحالي مشاورات مع القوى السياسية للتوصل إلى حل لقضية استقالة الحريري. وقال الحريري مساء الأربعاء عبر «تويتر»: «الأمور إيجابية كما تسمعون، وإذا استمرت هذه الإيجابية، فإننا إن شاء الله نبشر اللبنانيين في الأسبوع القادم بالرجوع عن الاستقالة». ولدى سؤاله عن المملكة، وعن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رد الحريري قائلاً: «إنه رجل معتدل ويريد سياسة انفتاح لبلده، كما يريد انفتاحا حقيقياً للمجتمع السعودي»، وأكد أن معارضته للسياسة الإيرانية تأتي جراء التدخل، الذي تعاني منه السعودية، في العراق واليمن والبحرين.