قال وزير الثقافة والإعلام د.عواد بن صالح العواد أمس الثلاثاء: إننا نقف جميعا متحدين ضد أدلجة الدين الإسلامي واستخدامه للوصول لأهداف وغايات سياسية وتهديد وإرهاب من يعارض تسييس الإسلام وفق فكر معين. وأشار إلى أن هناك دولا تعتقد أن هذا الأسلوب يحقق لها مكاسب سياسية، وعلى رأسها إيران المؤسس والداعم الاول للإرهاب منذ نشأته. وأبان وزير الثقافة والإعلام في اجتماع الدورة العادية الثامنة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد بالقاهرة أمس الثلاثاء أن النظام الايراني طور العمل الإرهابي ونقله من مرحلة أعمال فردية إلى عمل مؤسسي مدعوم ماليا وعسكريا واستراتيجيا، حيث جعلته ايران أساسا لسياستها فسببت الدمار والخراب لمنطقتنا. تصدير الثورة وأفاد وزيرالإعلام في اجتماع وزراء الإعلام العرب بأن مغامرات ايران السياسية القائمة على تصدير الثورة زعزعت الأمن في منطقتنا العربية وخلفت ملايين الضحايا، حيث جعلت إيران هدفها الأساسي تصدير الثورة عوضا عن تصدير ما يفيد البشرية ويخدم التطور الإنساني. وقال وزيرالإعلام: «إننا نؤكد هنا على أن إيران لديها منظومة إعلامية، تتجلى بوسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالعربية، إضافة إلى وسائل إعلام عربية تبث من داخل دول عربية، ووسائل إعلام دولية تتبنى الرواية الإيرانية، وتسعى لخدمة إيران، وتحقيق خروقات في الوعي العربي، لصالح إيران وأطماعها في العالم العربي». التحرك المشترك وفي سياق آخر، قال وزير الثقافة والإعلام د.عواد العواد في كلمته: أحييكم في القاهرة، الحاضنة التاريخية، عاصمة مصر العروبة والأصالة، لما تمثله من مكانة عظيمة للعرب، وأبدأ كلمة اليوم بتقديم أحر التعازي لمصر قيادةً، وحكومةً، وشعباً، في ضحايا حادث تفجير مسجد الروضة في سيناء، وندعوا للمصابين بالشفاء العاجل. ونعبِّرعن تضامننا الأخوي مع جمهورية مصر العربية، ضد الإرهابيين المجرمين الذين اقترفوا الجريمة النكراء، ونؤكد ان مصر ستبقى عصية على كل محاولات التعدي على أمنها واستقرارها، مثلما أثبتت الأيام قدرتها الفريدة على مواجهة الأزمات. وأضاف: إن هذا الحادث ليعيد للأذهان ما كنا نتحدث عنه في اجتماع وزراء الإعلام العرب الأخير من ضرورة التحرك المشترك للوقوف ضد وسائل الإعلام التي تروج لخطاب الكراهية والعنف، وتقدم منصات إعلامية للإرهابيين للترويج لرسائلهم. دور الإعلام وفي إشارته لمسارات مواجهة آفة الإرهاب، قال وزير الثقافة والإعلام د.عواد العواد في كلمته أمام اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب: «لقد جئت إلى مصر، وقبل يومين فقط، شهدت المملكة العربية السعودية، الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي يضم 41 دولة أجمعت على ضرورة العمل معا والتعاون عسكريا وسياسيا وأمنيا وماليا، للوقوف في وجه الإرهاب». وزاد: أستذكر هنا ما قاله سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في كلمته خلال افتتاح هذا الاجتماع: «إن أكبر خطر للإرهاب هو تشويه العقيدة الإسلامية السمحة والدين الحنيف، وترويع الأبرياء، ودول التحالف لن تسمح بمواصلة عمل تلك المنظمات الإرهابية، وستلاحق الإرهاب حتى يختفي عن وجه الأرض. الإرهاب يعمل في جميع دولنا ومنظماته كانت تعمل دون وجود تحالف قوي بيننا، إلا أن الأمر تغير بوجود هذا التحالف وسنعمل على التنسيق وتكامل الجهود لمكافحة الارهاب». مسارات متعددة وواصل وزير الإعلام حديثه بالقول: ما دمنا نتحدث عن تحدي الإرهاب، فلابد أن نشير هنا إلى عدة نقاط مهمة، أولها أن الحرب على الإرهاب متعددة المسارات، وأهم هذه المسارات، ما يتعلق بالإعلام، حيث تقوم بعض وسائل الإعلام بتقديم الرعاية للجماعات الإرهابية، وصناعة رموزها، ويتم تقديم صورة للجماعات الإرهابية، بكونها تشكلت جراء المظلوميات الاقتصادية والاجتماعية، وهذا خبث إعلامي، يراد منه تبرير أفعال هذه الجماعات، إضافة إلى قيام هذه الوسائل بتشويه سمعة الدول التي تحارب هذه الجماعات، ولقد آن الأوان أن يتحمل العالم مسؤوليته في محاسبة هذه الوسائل، وعلينا نحن دور هام في تجريمها قانونياً، وجعل الدول الحاضنة لها تدفع الثمن، وهذه مسؤوليتنا أيضاً كوزراء إعلام عرب. متاجرة بالقضية وفي السياق، قال وزير الإعلام عواد العواد: إن متاجرة إيران بالقضية الفلسطينية، عبرها مباشرة، أو عبر سلسلة توابعها، سياسياً وإعلامياً، أمر بات مكشوفاً، ونحن العرب، بما في ذلك المملكة، أهل القضية الفلسطينية، ونحن الأقدر على التعبير عنها سياسياً وإعلامياً، من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه التاريخية، ودورنا في الإعلام كبير في هذا الصدد، حتى يتحرر الفلسطينيون من واقعهم الصعب، بقيام دولتهم، وعلينا في الإعلام العربي التنبه إلى المتاجرة الإيرانية بهذا الملف حصراً، من أجل التسلل إلى وعي المنطقة وأهلها. كما شدد وزير الإعلام من جانب آخر على أن العرب يقفون اليوم أمام تحديات كبيرة، تتعلق بتطوير الإعلام، حيث الصلة كبيرة بين الإعلام والسياسة والاقتصاد والأمن، وما يرتبط بالواقع الاجتماعي.