اكد الفريق أول المتقاعد القائد العسكري للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب راحيل شريف، أن أكبر تحدٍ للسلام والاستقرار في القرن الحادي والعشرين، ولاسيما في العالم الإسلامي، هو التصدي لأخطر ظاهرة في العالم، ألا وهي الإرهاب. جاء ذلك خلال كلمته فى اجتماع وزراء دفاع دول التحالف الإسلامى العسكرى، مبينا أن التنظيمات الإرهابية قد شوهت مفهوم الجهاد في الإسلام، وحاولت جاهدة إلباس أعمالها الإجرامية الشنيعة ثوب شرعية الإسلام، إلا أنها بأعمالها الإرهابية الفظيعة والمنكرة تهدد السلم العالمي من أجل تحقيق أهدافهم التدميرية . وسلّط الفريق راحيل شريف الضوء على آليه التحالف المكونة من أربعة مجالات رئيسية، يركز فيها المجال الأول على مكافحة الفكر المتطرف، وسوف تبذل الجهود لصون ورعاية رسالة الإسلام العالمية المبنية على الوسطية والتسامح والرحمة من خلال إحداث أثر فكري ونفسي واجتماعي للتصدي للأفكار المتشددة المنحرفة. ونوّه بدور الإعلام الذي عدّه المجال الثاني، الذي سيعد وينتج وينشر من خلاله التحالف الإسلامي محتوى اعلاميا مدعوماً بوقائع موثقة لتصحيح الصور الذهنية الخاطئة وفضح الخطب المتشددة المنحرفة، يلي ذلك محاربة تمويل الإرهاب، حيث يسعى التحالف الإسلامي لتجفيف منابع كافة أنواع الدعم المالي للتنظيمات الإرهابية من خلال التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء والأطراف المعنية الأخرى في تبادل المعلومات والقدرات الاستخبارية المالية وتطوير أطر العمل القانونية والرقابية وآليات الدعم الأخرى. وأشار قائد التحالف العسكري إلى أن عددا من دولنا الأعضاء يقع عليها ضغط كبير وهي تقاتل تنظيمات إرهابية، نظرا لنقص القدرات لدى قواتها المسلحة ومؤسساتها الشرطية والأمنية، ولذا سيكون التحالف الإسلامي منصة تساعد الدول الأعضاء في التحالف في عملياتها لمحاربة الإرهاب من خلال تبادل الاستخبارات وبناء ورفع القدرات. وبين أنه وفقا لمهمة التحالف الإسلامي فقد وُضعت استراتيجية للاستفادة من خبرات وموارد الدول الأعضاء والدول الداعمة. وعليه سوف يوفر التحالف الدعم لبناء القدرات العسكرية ورفع قدرات الأجهزة الشرطية والأمنية والاستخبارية عند الدول الأعضاء، مؤكداً أن ذلك سيظهر على المستوى العملي من خلال التخطيط المناسب والتدريب المتبادل وإجراء التمارين العسكرية في المناطق الحضرية المأهولة والمناطق النائية والتضاريس المتنوعة في بيئات معادية. ولزيادة التنسيق، أوضح أن التحالف سيجرى تمارين مشتركة استنادا إلى سيناريوهات واقعية تتطلب استجابة سريعة وغرس روح التضامن والمسؤولية المشتركة في محاربة الإرهاب. وقال: "يضاف إلى ذلك أن التحالف الإسلامي سوف ينشئ منصة بأحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة لتبادل المعلومات والاستخبارات للتصدي للشبكات الإرهابية وداعميهم ومعاونيهم ومموليهم والمتعاطفين معهم، وبعد إجراء التحليلات المعمقة للمعلومات الحساسة، سوف يتم تبادل المعلومات الاستخبارية الفعالة مع الجهات المعنية". وتابع القول : " إن الغاية النهائية من لقائنا هنا اليوم هي التوحد والعمل سويا من أجل هزم وسحق الإرهاب والفكر المتطرف نظرا لارتباط مصائرنا واعتماد خيرنا وازدهارنا على بعضنا البعض، وعليه فقد حان الأوان الآن أكثر من أي وقت مضى، في أن نتوحد ونحل خلافاتنا العالقة وندعو للسلم والتعايش والتناغم، مؤكدا أنه بعون الله سبحانه وتعالى وبدعمكم سنكون قادرين على هزم آفة الإرهاب وبناء مستقبل آمن لأجيالنا المقبلة . وأشار إلى عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها السنوات الثلاث الأخيرة بلغت ما يقارب ل 8000 هجوم إرهابي كبير على مستوى العالم، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 90,000 شخص وإصابة آلاف من الأبرياء، مؤكدا أن هذه الهجمات قد ارتكزت في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وقارة أفريقيا، حيث كان تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيان والجماعات التابعة لهما مسؤولة عن معظم هذه الهجمات . وأوضح أنه وقع ما يزيد عن 70% من الوفيات الناتجة عن الإرهاب في أربعة دول، وهي العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان . وقال : خسرت هذه الدول الكثير من الأرواح والأموال خلال السنوات الماضية، ففي العراق بدأنا نشهد التحسن أخيرا مع استعادة العراق لمناطقها المحتلة من قبل داعش. وأضاف : من ناحية أخرى، استطاعت باكستان تغيير المعادلة ضد الإرهاب ولازالت تتصدى لهذا الخطر بنجاح، وقال: " لقد أصبحت الحرب على الإرهاب أمرا في غاية التعقيد وتتطلب موارد ضخمة، إذ أن الجيوش والمؤسسات الأمنية والشرطية تواجه عدوا ليست له معالم واضحة مما يتطلب جهوزية عالية ويقظة وتأهبا دائما. وعلى الرغم من أن بعض الدول استطاعت بناء قدرات في مجالات متعددة إلا أن هناك نقصا في التآزر والوقوف صفا واحدا في العالم الإسلامي ضد هذا الخطر من ناحية الآليات المؤسسية" . ولفت شريف النظر إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، المتمثلة في صياغته - أيده الله - هذا التحالف المناهض للإرهاب، واصفاً غياها بالمبادرة التاريخية والجريئة، التي جاءت إدراكا منه - رعاه الله - للحاجة إلى نهج استراتيجي شامل لمكافحة الإرهاب . وأشار إلى الرؤية التي وضع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، للتصدي الجماعي للإرهاب، مؤكداً أنها رؤية قادرة على قيادة وتنسيق جهود الدول الأعضاء بكفاءة وفعالية عالية . وأضاف : ستزود هذه الرؤية دول التحالف، بالتعاون مع الدول الداعمة، والمنظمات الدولية بمنصة لتنسيق وتوحيد الجهود السياسية والفكرية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية ضد كافة أشكال وصور الإرهاب والتطرف، وستمكن التحالف من الانضمام إلى الجهود الدولية الأخرى لحفظ الأمن والسلام، التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ليس موجها ضد أي دولة أو طائفة أو دين وهدفه الأوحد هو محاربة الإرهاب.