الفعاليات الاقتصادية تعزز دور القطاعين العام والخاص في استكشاف الفرص الاستثمارية وابتكار حلول للمعوقات وتجاوز التحديات، إلى جانب تطوير القدرات من خلال التوصيات والمخرجات العلمية التي يتم بحثها، وهي جزء من التخطيط لإدارة العملية الاقتصادية واستشراف المستقبل برؤية واضحة ومتميزة في جميع القطاعات والمناطق التي يمكن أن تكون مؤثرة في عمليات التنمية والنمو. مؤخرا استضافت غرفة الشرقية فعاليات المنتدى الاقتصادي الذي يأتي في إطار مواكبة رؤية 2030 والنهوض بالقدرات الاقتصادية في المنطقة، وحظي برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، ما يمثل حافزا ودافعا تشجيعيا مهما لرجال الأعمال والقطاع الخاص؛ لبذل مزيد من الجهد الفكري والاستثماري في توظيف قدرات المنطقة. تتواصل تلك الفعاليات الفكرية بالدرجة الأولى من أجل تطوير استثمارات محافظات المنطقة الثرية بمواردها الطبيعية والبشرية وقطاعاتها النشطة، ليرعى سمو أمير المنطقة فعاليات منتدى الجبيل للاستثمار، الذي يتم تنظيمه من قبل الغرفة بشراكة إستراتيجية مع الهيئة الملكية بالجبيل، وذلك خلال يومي 17و 18 ديسمبر المقبل في مركز الملك عبدالله الحضاري في مدينة الجبيل الصناعية. المنتدى يمثل فعالية لها أهمية قصوى في عكس مقومات الجبيل الاقتصادية والاتساع بدورها التنموي الرائد في خدمة الاقتصاد الوطني، وهي تظل إضافة ثرية ونوعية لاقتصاد المنطقة خاصة والاقتصاد الكلي عامة، ولديها من المقومات ما يجعلها جاذبة للاستثمارات الخليجية والعالمية والاستفادة من المزايا التنافسية الموجودة أصالة فيها. استعدادا للخروج بتنظيم مثالي لهذا المنتدى ظل مجلس أعمال فرع غرفة الشرقية بمحافظة الجبيل في حالة تواصل مستمرة لبحث عملية التنظيم وتحقيق أهدافها، فهو يرتكز إلى برنامج علمي نطمح لأن يقدم رؤية مستقبلية تدعم فرص الاستثمار بالمحافظة، وتأكيد قدرة الجبيل ووزنها في الصناعة والتجارة الإقليمية والدولية، فهناك صناعات أساسية وتحويلية ضخمة ترتبط بالأسواق القارية والدولية، تجعل من الجبيل مركزا وبوابة عالمية مع تطوير الاستثمارات فيها. منتدى الجبيل للاستثمار، جهد يستهدف عكس مجريات وتطورات العملية الاقتصادية في المحافظة، بما يسهم في الانتقال بها إلى آفاق أرحب وأوسع من بناء البيئة الاقتصادية، وجعلها أكثر مواكبة لتحديات ومتطلبات المرحلة التنموية المقبلة، فالمنطقة عموما تمثل قلعة للصناعات على المستوى الخليجي، وما نجده من قوة اقتصادية هائلة فيها يرفع مستويات الطموح لأن ننتقل بها إلى مراتب متقدمة تضاهي أضخم مدن الصناعات والتجارة الدولية في محيطنا الآسيوي. مكاسب هذا المنتدى كبيرة قياسا بما يتوفر بالمحافظة من إمكانيات، مع إرادة وعزيمة وفكر رجال الأعمال وطموح القطاع الخاص لأداء دور يليق بمكانة الجبيل الحضارية والتاريخية والصناعية التي شهدت تطورات على نطاق واسع في الأعوام الأخيرة، ما يجعل مثل هذه الفعالية محطة تاريخية لكتابة فصول جديدة من النمو والتطور الذي نسعى إليه، ويضع الجبيل وصناعاتها واستثماراتها وفرصها التنافسية الكبيرة في طريق واسع يتجه إلى العالم من أوسع أبوابه.