قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إن إيران ترعى الإرهاب بالشرق الأوسط والعالم أجمع فيما بلاده وبدعم من التحالف العربي لا تزال تخوض معركةً مصيرية للحفاظ على الشرعية والمرجعيات الوطنية واستعادة الدولة بعد انقلاب الميليشيا المدعومة من طهران. من جهة أخرى، أعلنت الحكومة اليمنية، أمس الخميس، أن هناك مئات الضحايا من المختطفين الذين عُذبوا حتى الموت في معتقلات وسجون ميليشيا الحوثي الانقلابية. وطالب بيان صادر عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية، الضغط على ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بوقف جرائمها ضد المعتقلين والإفراج عنهم، محملا ميليشيا الانقلاب المسؤولية الكاملة عن مقتل المختطفين. سيطرة الشرعية ميدانيا، كشف المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي أن الجيش الوطني حقق خلال الأيام الأخيرة تقدما نوعيا وأصبح يسيطر على نحو 85% من المساحة الإجمالية لنهم كبرى مديريات محافظة صنعاء. وأوضحت مصادر رسمية في الشرعية اليمنية أن الجيش الوطني شن هجوما كبيرا على مواقع الميليشيا الانقلابية، وتمكن من السيطرة على تباب الرباح وتبة صالح، المطلة على وادي محلي وسط تراجع الميليشيا، وخسارتها الكثير من المواقع. مشارف أرحب وأصبحت قوات الجيش على مشارف مديرية أرحب، حيث لم يعد يفصلها سوى منطقة قطبين في ميمنة جبهة نهم من جهة الشمال. وأوضح العميد عبده مجلي أن العمليات العسكرية مستمرة وفقاً للخطط، التي وضعتها هيئة الأركان العامة بالتنسيق مع قوات تحالف دعم الشرعية، التي تتلاءم مع طبيعة الأرض والمعركة. خسائر الميليشيا وفي السياق، أفشل الجيش الوطني اليمني، فجر أمس الخميس، هجوماً لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، استهدف مواقع قوات الشرعية في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب، ملحقا خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيا. وفي جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، تواصلت المعارك بإسناد جوي كثيف من طائرات التحالف العربي على عدة محاور، تم خلالها القبض على قيادي ميداني حوثي يدعى أبو كرار الكحلاني وأربعة من مرافقيه أثناء نقلهم للأسلحة. السوق السوداء من جهة أخرى، ناقضت تصريحات وتقارير رسمية لشريكي الانقلاب في اليمن، التحذير الصادر عن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، جيمي ماكجولدريك، أمس الأول، من نفاد مخزون الوقود الذي اعتبرته الحكومة الشرعية «مضللاً». وأفصحت خلافات الانقلابيين عن وجود كميات كبيرة من المشتقات النفطية يخفيها تجار السوق السوداء الحوثيون، بهدف بيعها بأسعار مضاعفة، استغلالاً لإعلان التحالف العربي (6 نوفمبر الجاري) عن الإغلاق المؤقت للمنافذ اليمنية بهدف مراجعة الإجراءات الأمنية لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين. وأرجع مدير فرع شركة النفط في الحديدة، عبدالله الأحرق، سبب الأزمة الحالية إلى إخفاء التجار للكميات المرحلة من الحديدة (الميناء الرئيس الذي يسيطر عليه الحوثيون غرب اليمن)، وعدم ضخها للسوق المحلية بغرض المبالغة في سعرها وبيعها في السوق السوداء. وأوضح الأحرق: أنه منذ قرار إغلاق المنافذ من قبل التحالف تم ضخ 13 مليونا ونصف المليون لتر ديزل، ومليونين و600 لتر بنزين، لكنها لم تصل للمحطات. تقرير سري ويؤكد ذلك ما ذهب إليه تقرير سري رفعته جهات رقابية رسمية في صنعاء لمجلس الانقلابيين، الذي يدير المناطق الخاضعة لسيطرتهم، أن القطاع النفطي بشقيه الرسمي والتجاري تحول بكامله إلى «سوق سوداء»، عبر رفع أسعار المواد النفطية إلى مستويات جنونية. واعترف التقرير، الذي رفعته الجهات الرقابية الرسمية لمجلس الانقلابيين الذي يدير المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بعدم القدرة عن تنفيذ أي عقوبات على المخالفين؛ كونهم يتمتعون بنفوذ وصلاحيات كبيرة خاصة، وهم يمتنعون عن البيع واستغلال الوضع الراهن. فساد الانقلابيين وقال مسؤولون في شركة النفط اليمنية موالين لصالح: إن هناك 50 مليون لتر بترول و71 مليون لتر ديزل متواجدة في خزانات شركة النفط بالحديدة تابعة لمستوردين حوثيين، ويرفضون بيعها في المحطات ويغذون بها السوق السوداء. ويدير الحوثيون تجارة مزدهرة للوقود في السوق السوداء، وتدر عليهم أرباحاً طائلة، قدرها فريق خبراء تابع للأمم المتحدة بأكثر من 1.14 مليار دولار.