يستعد متحف «اللوفر أبوظبي» لتقديم أسبوع حافل بالفعاليات وسلسلة من العروض الفنية المختلفة مع افتتاح أبوابه للجمهور يوم السبت القادم، من خلال تقديمه منظورا جديدا عن تاريخ الفن عبر مختلف الحضارات والثقافات. ويرصد «اللوفر أبوظبي» -الذي يعد أول متحف عالمي في الوطن العربي، بأسلوبه المعماري المتفرد- محطات تاريخ البشرية عبر مجموعات فنية غنية بالتحف الأثرية والأعمال الفنية المعاصرة، حيث يسرد تاريخ الفنون من منظور جديد في عالمنا اليوم، كما يقدم تجربة إنسانية مشتركة تتجاوز حدود الجغرافيا على عكس المتاحف الغربية، حيث سيأخذ زواره على متن رحلة تسافر بهم عبر مختلف الحضارات والثقافات من حقب ما قبل التاريخ وصولا إلى العصر الحالي من خلال 12 قاعة عرض للمتحف، بما في ذلك القرى الأولى والأديان العالمية، بداية من بدايات الحضارات الصناعية وصولا إلى عالم اليوم. وبهذه المناسبة، قال رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي محمد خليفة المبارك: إن المتحف هو هدية للعالم وعلامة فارقة بين المتاحف العالمية في القرن الحادي والعشرين، وإننا نتطلع للترحيب بزواره عند الافتتاح. وبدوره، قال مدير متحف «اللوفر أبوظبي» مانويل راباتيه: يمثل «اللوفر أبوظبي» عصرا جديدا في عالم المتاحف بالمنطقة، مستقطبا المواهب والكوادر الناشئة في قطاع الثقافة، وقد نجح «اللوفر أبوظبي» في دفع حدود الإبداع والابتكار حول مفهوم المتحف المعهود منذ القرن الثامن عشر، بما يتماشى مع متطلبات ومعطيات زوار القرن الحادي والعشرين، خاصة وأنه في ظل العصر الحالي وما يشهده من متغيرات وتطورات بات لمفهوم المتاحف دلالات وأبعاد جديدة. ويبرز «اللوفر أبوظبي» طبيعة التواصل بين الحضارات عبر أعمال فنية وتاريخية تضرب بجذورها في ثقافات مختلفة، بما يدفعنا إلى استكشاف الروابط الأيدولوجية والإبداعية والتقنية المشتركة بين الحضارات. ويروي «اللوفر أبوظبي» أمام زواره تاريخ البشرية عبر مجموعة غنية بالتحف الأثرية النادرة والأعمال الفنية الرائعة. ويُعد «اللوفر أبوظبي» ثمرة لشراكة إماراتية فرنسية متميزة ونتاجا لاتفاقية وقعت بين العاصمة الإماراتية أبوظبيوفرنسا. من جانبه، قال مدير متحف اللوفر في باريس رئيس المجلس العلمي في إدارة وكالة متاحف فرنسا جان لوك مارتينيز: يُعد «اللوفر أبوظبي» صرحا ثقافيا فريدا من نوعه من خلال انضمامه للمشاريع الثقافية الأكثر طموحا في العالم في أوائل القرن الحادي والعشرين. ويحمل هذا المتحف أسمى المعاني والرسائل المتمثلة في الانفتاح على العالم، وهو ما يُعد ركيزة أساسية وأولوية هامة في وقتنا الحاضر. ومن المقرر أن يعرض المتحف مجموعة فنية تضم أكثر من 600 قطعة تتراوح بين المقتنيات الأثرية العريقة والأعمال الفنية المعاصرة، بالإضافة إلى المنحوتات الكلاسيكية الجديدة ولوحات فنية بريشة أشهر فناني اليوم وغير ذلك من الأعمال التركيبية المصممة من قبل فنانين بتكليف من المتحف إلى جانب 300 من الأعمال المستعارة من المتاحف الفرنسية والتي تمتد على مساحة 6400 متر مكعب من صالات العرض خلال السنة الافتتاحية. كما يسبر المتحف أغوار التاريخ البشري العريق عبر مجموعة من التحف النادرة، بما فيها تمثال «أميرة من باختريا» الذي يعود تاريخه إلى أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد، وينتمي إلى منطقة آسيا الوسطى وتمثال «أبو الهول اليوناني» والذي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وسوار ذهب إيراني برأسي أسد. وتصطحب صالات العرض -التي تتمحور حول التصوير الكوني وطريق التجارة العالمية الناشئة- الزوار في رحلة نحو الاستكشاف والتبادل الثقافي، عبر مجموعة من الأعمال الآسرة تضم إسطرلابا تاريخيا، ولوحة «العذراء والطفل» للفنان جيوفاني بيليني وخزينة عريقة مجهزة بأدراج من فرنسا معالجة بالطلاء الصيني الأحمر من تصميم المبدع برنارد الثاني فان ريسينبرغ. وتركز بعض القطع المعروضة على فخامة البلاط الملكي بمختلف أشكاله في جميع أنحاء العالم، ومن أبرزها تمثال رأس أوبا البرونزي ولوحة «السامري الصالح» للفنان جاكوب جوردانس. ومن أبرز الأعمال التي سيتم عرضها، لوحة «جميلة الحدا» للفنان العالمي ليوناردو دافينشي (متحف اللوفر باريس)، و«بورتريه ذاتي» للفنان فينسينت فان جوخ (متحف أورسيه ومتحف دى لا اورانجيريه)، ومنحوتة «الملاحة» العاجية النادرة من إمبراطورية بنين (متحف برانلي - جاك شيراك)، و«الكرة الأرضية» للفنان فينسينزو كورونيلي (مكتبة فرنسا الوطنية).