الصناعات الحرفية في أغلب دول العالم تسير في خط مساند للسياحة وتجد في كل موقع سياحي في أي مكان محلات الصناعات الحرفية أو ربما الصناع أنفسهم يبيعون منتجاتهم المختلفة، وفي الغالب تحظى هذه المنتجات بإقبال كبير لدى الزائرين اضافة الى أنها تعتبر مصدرا مهما من مصادر الجذب السياحي. هذه المهن تعكس ثقافة كل شعب ومن الضروري تواجدها في المواقع السياحية ليتعرف الزائر على صناعاتنا اليدوية سواء كان الزائر من داخل المملكة أو من خارجها، فأنا بصراحة -وغيري كثير- لا أعلم شيئا عن الحرف في المنطقة الشمالية أو الجنوبية، ولذلك من المهم تواجدها للأجيال أو السائحين من خارج المملكة للتعرف على ثقافتنا وطبيعتها وتنوعها، فنحن لا نشاهد هذه الصناعات إلا في مهرجان الجنادرية وتختفي بعد ذلك. توجد لدينا الكثير من الصناعات الحرفية، التي يمكن عرضها أمام السياح ولكن أغلب تركيزنا على الأكلات الشعبية فقط، وهي بلا شك جزء من ثقافة الشعوب ولكن أن يتم التركيز عليها وإهمال الحرف فهذا يؤكد ان هناك خللا يجب معالجته. البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) يقع على عاتقه مهمة إيصال ونشر هذه الثقافة الغائبة تماما بالتعاون مع هيئة السياحة. وهي صناعات تتنوع بين الفخار والخوص والسدو والبشوت وشباك الصيد والتعدين اليدوي و(رب) دلال القهوة وغيرها. تشير بعض التقارير إلى أن الإنتاج المحلي من الصناعات اليدوية يصل إلى 250 مليون ريال سنويا، وفي رأيي لو تم تعميم ونشر هذه الصناعات ربما تتجاوز المليار ريال.