دعا نواب في الكونجرس ومسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون قطر إلى تلبية مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وحسم مواقفها بين حلفائها من جهة وإيران والإخوان المسلمين من جهة أخرى، فيما طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الليبية مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق حيال تورط سلطات الدوحة في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية في ليبيا تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا لجنة العقوبات الدولية ولجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي، ومحكمة الجنايات الدولية ومكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بفتح تحقيق دولي شامل حيال «تورط الدوحة في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا تحت غطاء المساعدات الإنسانية من خلال الهلال الأحمر القطري». وقالت اللجنة في بيان أصدرته الثلاثاء: «إن ذلك يأتي بعد الاعترافات التي أقر بها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بوصول تمويل من بلاده لجماعات إرهابية في ليبيا والساحل الأفريقي، إلا أن المستهدف كان تمويل نشاطات خيرية قبل أن يصل بالخطأ لجيوب الإرهاب». وأعربت اللجنة عن إدانتها واستنكارها واستيائها حيال ما وصفته ب«الجريمة النكراء» من خلال استغلال الهلال الأحمر القطري وتوظيف العمل الإنساني والخيري لصالح الإرهاب، مطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باعتماد إستراتيجية فاعلة ضد الإرهاب، وتحرك فعلي يلزم قطر بتعويض ضحاياه. وكان وزير الخارجية القطري قال السبت الماضي في حوار مع مجلة «جون افريك» الناطقة بالفرنسية عند سؤاله عن اتهامات موّجهة لبلاده بدعم الإرهاب: «إن منحة قطرية كانت مخصصة للهلال الأحمر القطري قد سقطت بالخطأ في أيدي الإرهابيين»، الأمر الذي رأت اللجنة الليبية لحقوق الإنسان أنه أدى لتفاقم خطر وتهديد التنظيمات الإرهابية في ليبيا. سجل مختلط ومن العاصمة الأمريكيةواشنطن، حض مسؤولون ونواب أمريكيون في المؤتمر الذي عقده معهد هدسون، الدوحة على الإيفاء بالتزاماتها، مشيرين إلى أن الأخيرة لديها سجل مختلط. وقال وزير الدفاع الأمريكي السابق، ليون بانيتا: «قطر لديها سجل مختلط، نعرف أنهم قدموا دعماً مالياً للإخوان المسلمين وللإرهاب» وعناصر من القاعدة وطالبان، وأضاف: «المشكلة أنهم لا يستطيعون الحصول على الشيء وعكسه، لقد مولوا تنظيمات إرهابية». وأشار بانيتا إلى أن قطر لديها علاقات وطيدة مع الولاياتالمتحدة، كما أنها تستضيف أكبر قاعدة عسكرية على أراضيها، وهي في الوقت ذاته تموّل تنظيمات صنّفتها الولاياتالمتحدة إرهابية مثل القاعدة. بدوره كشف النائب الجمهوري، وعضو اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب في الكونجرس، روبرت بيتينجر أنه اجتمع مع أمير قطر ثلاث مرات، كما اجتمع بسفير قطر في واشنطنمرات عديدة، وقال: «بصراحة، الأمير قال لي لقد ساعدنا القاعدة في سوريا؛ لأننا نكره رئيس النظام السوري بشار الأسد». وأشار رئيس لجنة الخارجية أيد رويس إلى أن على قطر أن تفي بالتزاماتها، واعتبر أنه في حال عدم التزامها تجب محاسبتها. في المقابل، أكد المستشار السابق للرئيس الأمريكي، ستيف بانون أن دونالد ترامب كتب «وعده» شخصياً في خطاب القسم، متعهدا بالقضاء على الإرهاب، ودعا بانون قطر إلى تلبية مطالب الدول الأربع، لافتا إلى وقائع القمة العربية الإسلامية الامريكية التي عقدت بالرياض، بقوله: «في هذه القمة كان لدينا اتفاق وهو قطع التمويل عن الإرهاب المتطرف 100%، وذلك بمشاركة حلفائنا في المملكة والإمارات». وفي سياق إرهاب إيران، أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن المخاطر في منطقة الشرق الأوسط تنبع من مصدرين، الأول هو إيران وميليشياها ك«حزب الله» اللبناني، والثاني هو تنظيم جماعة الإخوان والتنظيمات المتفرعة عنه مثل القاعدة وداعش وغيرها، ولفتوا إلى خطورة العلاقة بين قطر وهذه التنظيمات من جهة ومع إيران من جهة، فيما دعا الجنرال دايفيد بترايوس برأب الصدع، وتخطي الأزمة، وأضاف: «لا نستطيع التعايش مع تفتت في دول مجلس التعاون الخليجي».