من الصعب دوما اتخاذ أي قرار، والأصعب هو من يتخذ هذا القرار ويترتب عليه مصير الكثير ممن لا يستطيعون فهمه أو إدراكه أو حتى تطبيقه. بمعنى آخر، كيف تستطيع أن تجعل من لم يجرب الجوع والحرمان الإحساس بغيره. وكيف تستطيع أن تجعل من لم يعان أي أمر ان يدرك معنى المعاناة، فالوصف لا يمكنه الوصول لدرجة التجربة (كمعلم الكيمياء والذي يشرح التجربة بالخيال دون التطبيق؟ كيف يستطيع الطالب الإدراك). هذا بالقرار الجماعي لا الفردي لان القرار الفردي يقع حمله على الشخص نفسه، وتطبيقه من قبله سيكون أسهل عليه من أن يكون قرارا جماعيا يصدر من شخص، ويقع على الجماعة والتي قد يتباين مفهومها أو مردودها تجاه هذا القرار مما سيؤدي إلى اتخاذ أحد هذين الموقفين، إما الموافق على مضض أو الرافض بقوة لتطبيقه نظرا لأنه لم يدرك معنى هذا القرار أو لم يفهم بالأصل لماذا تم وضعه، وبذلك سيتم التطبيق أما بالتهكم من هذا القرار أو البحث عن كل المعارضين امثاله، ليدرج ردود أفعالهم المتباينة معه سواء باستخدام العبارات أو الكاريكاتير أو أي أمر يقلل من شأن هذا القرار أو حتى زعزعته. لذلك لا بد لنا من معرفة كيفية إدراج قرار بصورة صحيحة كالتالي، بداية ستحتاج الى أن تستعرض الأمر والذي سيساعدك على التركيز على القرار الذي ستتخذه، لذلك يجب عليك ان تسأل نفسك ما هي الحاجة لاتخاذ هذا القرار؟ ما الحافز الذي تريد الوصول إليه عن طريقه؟. وهذا سيساعد كثيرا على فهم الاجراءات التي سوف يتم اتخاذها. ثم تتعامل مع العواطف على أنها عواطفك والتي سيكون لها تأثير على القرار الذي ستتخذه، ذلك ان اتخاذ القرار الجيد هو مزيج من استخدام العواطف والعقلانية بحد سواء، بعد ذلك لا تدرج معلومات كثيرة أو تبحث كثيرا في قرارات سابقة أو أفكار أناس آخرين بعيدين عن تطبيق هذا القرار، بل ابحث عن الفئة المستهدفة وناقشها بالأمر وادرك منهم السلبيات والإيجابيات لهذا القرار بمعنى ان لا تنظر لتجارب الغير ممن تختلف بيئتهم عن البيئة الأساسية لمن سيتم عليهم التطبيق، ويأتي هنا وضع خيارات عديده نصنع منها قائمة بجميع الخيارات المتاحة مهما كانت، فالعقل الباطن يلعب دورا رئيسيا في اتخاذ القرار لنصل أخيرا في أن نفكر في المخاطر والمنح التي ستنتج من هذا القرار والذي سيحتم علينا التعامل معها بالعقل وليس بالقوة، فالقوة لا تأتي بخير أبدا. لذلك لا بد من دراسة الأمر ومناقشته وتأهيل مستخدميه وتدريبهم وطرحه للاختبار ورؤية النتائج ومن ثم تعميمه، ولكن أن يعمم دون ذلك فهذا معناه الفشل وإضاعة الوقت.