في تصعيد جديد من الجانبين العراقيوالإيراني، بعد يوم واحد من تطبيق الحظر الجوي على إقليم كردستان، بعد إعلانه الاستفتاء على استقلال الإقليم، أعلن التليفزيون الإيراني أمس أن القوات الإيرانيةوالعراقية تعتزم إجراء مناورات مشتركة خلال الأيام المقبلة على حدود البلدين، فيما يستعد الجيش العراقي للسيطرة على المنافذ الحدودية الدولية للمنطقة الكردية الشمالية. وتأتي إجراءات الجيش العراقي بعد يوم من فرض العراق حظرا على الطيران أوقف جميع الرحلات الدولية في مطارات الإقليم؛ ما يرمي إلى عزل الأكراد بعد تصويتهم بالموافقة على الاستقلال الإثنين الماضي. ومن المتوقع أن تبدأ قوات عراقية في تركياوإيران فرض سيطرتها على المعابر الحدودية مع المنطقة الكردية، ولكن ليس من المتوقع أن تدخل الأراضي الكردية. وقال عبدالوهاب برزاني مدير الاستخبارات عند نقطة العبور من المنطقة الكردية إلى تركيا: «إن القوات العراقية في موقعها على الجانب التركي من الحدود»، مضيفا: «حتى الآن لم يتصلوا بنا». وأوضح أنه سمع أنهم يعتزمون إقامة نقطة جمركية على بعد حوالي 15 مترا من الجانب التركي، ومن المتوقع أن تستمر حركة المرور في العبور بشكل طبيعي. ويثير التصعيد المخاوف في الولاياتالمتحدة -وهي حليف وثيق لكل من الأكراد وبغداد- من أن الاستفتاء قد يؤدي إلى أعمال عنف مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها. العبادي ينفي وفي السياق، نفى رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس أن تكون الدعوة التي وجهها له الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لزيارة باريس في 5 أكتوبر القادم مرتبطة بالأزمة مع كردستان. وتأتي تصريحات العبادي غداة إعلان الإليزيه أن ماكرون -الذي أجرى مكالمة الأربعاء الماضي مع العبادي- دعاه لزيارة باريس في 5 اكتوبر لتفادي أي تصعيد مع إقليم كردستان العراق الذي تقيم معه فرنسا «علاقات ودية». وكانت الرئاسة الفرنسية قد قالت في بيان: «إن ماكرون ذكّر بأهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامته والاعتراف بحقوق الشعب الكردي بالوقت نفسه»، مضيفة: «يجب تجنب أي تصعيد». وفي شأن الإجراءات الإيرانية، حظر نظام طهران استيراد وتصدير منتجات النفط مع الإقليم، ووفقا لفرانس برس، نقل موقع التليفزيون الإيراني عن مذكرة لوزارة النقل أن جميع شركات الشحن وسائقيها تلقوا أوامر بتجميد شحنات المنتجات النفطية المكررة بين إيران وإقليم كردستان المجاور «حتى إشعار آخر». ولن يؤدي الاستفتاء غير الملزم -الذي صوّت فيه الأكراد بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عن العراق- إلى إقامة دولة مستقلة على الفور. ولكن التصويت أثار بالطبع مخاوف بغدادوطهران وأنقرة، حيث قالت الحكومة: «إنها عاقدة العزم على منع تفكك البلاد، وأيضا في إيرانوتركيا، اللتين تخشيان أن يؤدى التصويت إلى طموحات مماثلة عند السكان الأكراد فيهما».