سؤال للجميع: من أتى قبل من -تويتر أم فيس بوك - يوتيوب- سناب شات؟ أنا على ثقة أن من سيجيبون سيكونون قلة وهم المهتمون حقاً بمواقع التواصل الاجتماعي من الناحية الصحيحة وليس الناحية الكمالية والاستعراضية والتجارية. وللإجابة عن هذا السؤال كان الفيس بوك هو المتصدر لبرامج التواصل والذي انطلق رسميا في عام 2004 ومنه أصبح المتابعون له في غضون أشهر قليلة اكثر من مليون متابع لينطلق في العام الذي يليه اليوتيوب في عام 2005 وانتقل الناس له على السرعة حتى يبدأوا بالتواصل الحركي والسمعي يليه تويتر في عام 2006، وبالطبع اصبح الكل مهتمين به خاصة لمن يحبون مختصر الحديث ومن ثم الانستجرام في عام 2010 وانتهى بالسناب شات في عام 2011، ولن أقول هو نهاية البرامج ولكن بالوقت الحالي أنا على يقين بان هناك امرا جديدا سيظهر لينتقل الكل اليه من بعد هذه المواقع المشهورة التي أصبحت بحق مثارا للجدل من حيث انها فقدت الأمر الذي من أجله صممت وتحولت لمواقع الاستعراض والكسب. وحين يظهر هذا البرنامج ستنتهي صلاحية ما سبقه وسيكون فقط مكانا للنسخ واللصق (يأخذ من ها ويضع في لك ويكرر نفسه) حتى يقال انه متواجد بكل مكان ومن لم يتابعه هنا سيتابعه هناك. وللأسف هذا هو الحال دائماً في كل شيء وذلك من باب أن الانسان ليس له هدف محدد وليس له طموح معروف، بل توقف لديه الفكر عند حد الاستعراض أو الكسب والتجارة ولو كان كاذباً فهذا لا يهمه طالما أنه في مواقع التواصل والكل يتحدث عنه والأموال تتكدس لديه من ذوي العقول الفارغة والتي أصبح همها التقليد. حتى الوطنية أصبح لها تاريخ انتهاء الصلاحية فهي تبدأ بمواقع التواصل وتنتهي بمواقع التواصل من بين استعراض راقص أو أكلات ملونة أو أشكال غريبة تفرغ طاقتها بالصراخ والقفز أو تفرغ حقدها بالعبارات وكأن مواقع التواصل مواقع للتفريغ وليست للتواصل الحق والذي يكون بالانتماء قلبا وقالبا لها الوطن. أسألوا أنفسكم من منكم كان خط الدفاع الأول وتصدى لكل ما يسيء لهذا البلد ولولاة أموره؟ من منكم تصدى للحملات المشينة لزعزعة أمنه؟ من منكم قرأ وثقف نفسه في كل هذه الأمور ونطق بكلمة الحق وليس بالسباب والحديث دون اثبات ضد الكذب والبهتان عن هذا البلد حتى لا نظهر أمام العالم بأننا قوم نتحدث من فراغ؟ من منكم بلغ عن معتد أو مسيء بالقول أو الفعل دون ان يفضح البلد بمواقع التواصل؟ حين تسأل احدا أين موقع (عرعر) ويقول لك بالغرب ومن ثم يضع عبارة (كلنا للوطن) هنا سأقول عذرا وطنتيك انتهت صلاحيتها.