وصف السفير فوق العادة ومفوض جمهورية جيبوتي لدى المملكة -عميد السلك الدبلوماسي-، ضياء الدين سعيد بامخرمة، شخصية خادم الحرمين الشريفين بأنه واسع الاطلاع، ولديه شخصية متفردة، بالاضافة لتواضعه الجم، وثقافته العالية، ويأتي حديثه دائما بعمق وشفافية وصراحة ومن القلب إلى القلب، مشيرا إلى أنه عرف الملك سلمان -حفظه الله- منذ 13 سنة. ووصف السفير بامخرمة المملكة بأنها قائدة لأمتها وهي دولة مهمة في مختلف المجالات، منوها لتعاملها الكفء مع الإرهاب، ونجاحها في إطلاق المبادرات والبرامج في هذا الصدد. «اليوم»: سبق أن التقيت خادم الحرمين الشريفين في مناسبات عديدة، ما انطباعك عن شخصيته؟ * ضياء الدين بامخرمة: لقد عرفت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إبان توليه إمارة منطقة الرياض قبل نحو 13 سنة، حيث عرفته أميرًا للعاصمة، ووليًا للعهد، ومن ثم خادمًا للحرمين الشريفين، فهو دمث الأخلاق حبيب ومحبوب ولديه شخصية متفردة، متواضع ولديه ثقافة عالية، وعندما تجلس بمجلسه تشعر بهيبة المقام وتواضع الإنسان، فهو واسع الاطلاع ويتحدث بعمق وشفافية وصراحة، ودائما ما يصل حديثه من القلب إلى القلب. ماذا عن تاريخ العلاقات بين المملكة وجيبوتي؟ * المملكة العربية السعودية ليست غريبة عنا، فهي مهد الإسلام وقبلة المسلمين، وهي بالاضافة لذلك معروفة بالنسبة لنا فهي قلب الجزيرة العربية فتاريخها معلوم. والعلاقة بين المملكة وجيبوتي علاقة تاريخية راسخة ممتدة لسنوات طويلة، وهناك العديد من العلاقات المشتركة بين البلدين، فتميزت العلاقات السعودية الجيبوتية بأنها علاقات تاريخية قديمة ضمن دائرة الاخوة العربية والدين الاسلامي والجوار والمصالح المشتركة. ومنذ القدم والعلاقات قائمة بين المملكة وجمهورية جيبوتي، حيث يفد الى مكةالمكرمة آلاف الحجاج والمعتمرين سنويا قادمين من جيبوتي، وبلا شك فإن الحج يمثل نوعا من العلاقات البشرية بين مختلف الشعوب المسلمة. ولا يقتصر تطوير العلاقات في مجال معين، بل تعدى ذلك الى تبادل الزيارات الرسمية بين المسؤولين وكان آخرها زيارة الرئيس الجيبوتي للمملكة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين في العام 2015، وهو ما كان له الدور الكبير في دعم وتنمية العلاقات بين البلدين. وأيضا فإن العلاقة الإستراتيجية تمتد إلى مجالات مختلفة منها السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والعلمية، التي دفعت بهذه العلاقة إلى آفاق أرحب من الشراكة الإستراتيجية والتكامل. عميد السلك الدبلوماسي يتحدث للمحرر (اليوم) تهل علينا الذكرى ال87 لتوحيد المملكة.. ماذا تقول عن هذه المناسبة؟ * أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وللشعب السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني، وأتمنى كل الخير للمملكة بالتقدم والازدهار والأمن والأمان، وهذا الاحتفال ليس للمملكة فقط، إنما نحن في جمهورية جيبوتي نحتفل بهذه المناسبة كذلك، فالمملكة دولة شقيقة ومهمة، وهي رأس الأمة فالعلاقات بين المملكة وجمهورية جيبوتي وطيدة على مر التاريخ، وبالتالي يتوجب علينا أن نفرح بهذا اليوم المهم. كيف وجدت الدبلوماسية السعودية؟ * المملكة دولة عظيمة، ولها ثقلها التاريخي بين دول العالم أجمع، فالدبلوماسية السعودية مميزة ومهمة ولديها العديد من الكوادر المهمة والمؤثرة، فالمملكة تحتضن مقر منظمة التعاون الإسلامي فهي ثاني اكبر منظمة بعد الأممالمتحدة، وهي المظلة الشاملة للعالم الإسلامي. المملكة يوجد بها 117 سفارة، وبها مقار للمنظمات الإقليمية والدولية، حيث تصل إلى أكثر من 130 منظمة إقليمية ودولية كلها موجودة على أرض المملكة. هناك أزمة قائمة بين قطر والدول العربية، ما موقفكم منها؟ * منذ زمن وعلاقات الدول العربية يشوبها الخلاف والاختلاف، وهذا يعد من أسباب إضعاف الأمة العربية، لكن تظل المملكة العربية السعودية بحكمتها وبمكانتها قادرة على احتواء كل الخلافات، فالمملكة وجيبوتي في خط واحد على مر التاريخ ودائما هناك توافق سياسي في كل القضايا الإقليمية والدولية، ولقد تمثل موقف جيبوتي الرسمي في تخفيضها لمستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر بسبب ما حدث، وتجاوبا مع الدول العربية الأربع، وكان هذا موقفنا من الأزمة، ونتمنى أن تطوى كل الخلافات بين الدول العربية. انتهى موسم الحج بنجاح كبير وإشادات من مختلف الدول ما انطباعك؟ * المملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وهي تولي جل الاهتمام بالحجيج والنظر في تقديم أجود وأرقى الخدمات لضيوف بيت الله، وسار على نهجه ملوك المملكة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، فالنجاح الذي تحقق ليس غريبا على دولة اعتادت على تنظيم الحج طوال السنوات الماضية، حيث أدى الحجاج نسكهم على أكمل وجه بأمن وطمأنينة وسعادة في كل المشاعر المقدسة، فالتوسعات الجديدة التي شهدها المسجد الحرام مميزة وكبيرة ساهمت كثيرا في ارتفاع نسبة الحجيج من مختلف الدول الإسلامية. ونحن نبارك لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو أمير منطقة مكةالمكرمة. كم عدد المواطنين الجيبوتيين في المملكة الآن، وكم عدد الحجاج؟ * بلغ عدد الحجاج لهذا العام 1700 حاج قضوا مناسكهم بكل سهولة ويسر، ويبلغ عدد المقيمين في المملكة ما يقارب 5000 مواطن جيبوتي، وهم مقيمون منذ زمن بعيد، وزيادة عددهم مستقبلا مقرونة بالمعطيات التي قد تطرأ. مجلس الغرف السعودي شهد اجتماعا لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والارتقاء بحجم التبادلات التجارية، حدثنا عن هذا الاجتماع؟ * كانت هناك زيارة لوفد سعودي برئاسة وزير التجارة والاستثمار والعديد من المستثمرين، وبعدها عقد اجتماع بين رجال الأعمال في المملكة ورجال الأعمال في جيبوتي والمسؤولين بالقطاع الخاص؛ وذلك لتعزيز التواصل الاقتصادي بين البلدين والربط الملاحي، وأن تكون موانئ جيبوتي انطلاقة لموانئ المملكة لشرق القارة الأفريقية، ونحن نحث رجال الأعمال في المملكة على ضرورة الاستثمار في الشرق الأفريقي. ما النتائج؟ * جميع المؤشرات التي خرجت عقب الاجتماعات إيجابية، ونطمح أن ترتقي إلى ما نأمل فيه، فحجم الاستثمارات بين البلدين ليس كبيرا، والعمل قائم على زيادته خلال الفترة المقبلة، فلدينا خطة بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ونحن ننتظر زيارة وزير النقل السعودي إلى جيبوتي خلال الشهرين المقبلين، وستتم خلالها مناقشة الربط الملاحي بين الموانئ في المملكة وجيبوتي، وربط السعودية بالشرق الأفريقي، بالإضافة إلى الربط الجوي والنقل فيه وكل ذلك عوامل مساعدة وداعمة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. تجربة المملكة في التصدي للإرهاب يحتذى بها دوليًا قال السفير الجيبوتي لدى المملكة «إن السعودية تبنت مكافحة الارهاب، وحققت نجاحات كبيرة في هذا المجال، حتى اصبحت تجربتها يحتذى بها دوليا»، وأشار إلى أن المملكة قائدة لأمتها وهي دولة مهمة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعقائدية والانسانية. وأضاف السفير ضياء الدين سعيد بامخرمة «أن المملكة اكتوت بنيران الإرهاب، والتي نجحت بفضل قيادتها الحكيمة في إطلاق المبادرات والبرامج التي تبناها المجتمع الدولي»، لافتا إلى استفادة دول العالم من التجربة السعودية. وبين بامخرمة «أن المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال)، الذي شهد اهتماما دوليا كبيرا، سيسهم في خلق عالم آمن وخالٍ من التطرف وآثاره، وذلك منذ تدشينه على يد خادم الحرمين الشريفين وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة العالم العربي الإسلامي»، وتابع «هذا المركز يتميز بنظام حوكمة متطور يعكس أفضل المناحي والسبل الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، بجانب كيفية تعزيز ثقافة الاعتدال، من خلال رصد وتحليل الفكر المتطرّف واستشرافه، للتصدي له ومواجهته والوقاية منه». سيرة ذاتية: عميد للسلك الدبلوماسي بالرياض منذ عام 2013، وعمل في العديد من السفارات في دول الخليج (الكويت - عمان - قطر - البحرين - الإمارات). حصل على إجازة الماجستير في القانون الدولي العام، نال شهادة البكالوريوس من كلية البريد والاتصالات العربية في دمشق. منح وسام الاستقلال الوطني بجمهورية جيبوتي بدرجة ضابط في 18 نوفمبر 2012، تقلد وسام الاستقلال الوطني بجمهورية جيبوتي من الطبقة الأولى بدرجة قائد.