أكد مثقفون أن مناسبة اليوم الوطني تستحق الاعتزاز والفخر؛ لتركيزها على وشائج وحدة الشعب وتحقيق الرفاه له في شتى المجالات، وهو ما يجعل كافة المواطنين والمقيمين يحتفون بهذه المناسبة وإعلان ولائهم وشكرهم للقيادة الرشيدة وللوطن المعطاء، كما اشاروا في حديثهم ل«اليوم» للعديد من فضائل هذه الارض الطيبة والعزيزة على قلوب الجميع ما يستدعي التضحية بالنفس لحمايتها من كل عدو حاقد ومتربص. توحيد البلاد بداية تحدث الكاتب والشاعر سعد عبدالله الغريبي قائلا: تحل علينا الذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني للمملكة ونحن ننعم بالأمن والاستقرار في حين يتخبط العالم في حروب ومحن وقلاقل وفتن وفقر وجهل. تتصارع السفن في وسط الأمواج العاتية فتارة يقضي بعضها على بعض وتارة تصرعها الأمواج، وسفينتنا بفضل الله ومنته ثم بفضل قيادتنا الحكيمة والتفافنا حولها تمخر هذا العباب بكل أنفة وبسالة وترتفع رايتها خفاقة بين الأمم تحمل علم التوحيد وشهادة الإيمان، فيما تأتي هذه الذكرى ووطننا يزداد ثباتا وازدهارا، وتزداد قلوبنا تآلفا وإخلاصا وعملا دؤوبا، نبراسنا حكمة قادتنا وعزمهم، ودليلنا إلهامهم واقدامهم، أيدٍ تسابق الزمن نحو الدولة العصرية، وأيدٍ تصد الأعداء وتذود عن الحمى ونحن في غمرة احتفالنا بالذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني لبلادنا. ولاء ومحبة فيما عبر الناقد عادل الغامدي قائلا: قد نختلف كثيرا وتفرقنا الآراء وتعصف بنا الحوارات، لكننا حين نعود إلى بيتنا الكبير الوطن، نعود وقد أصبحنا جسدا واحدا وقلبا واحدا، نمتزج جميعا ونتفق على حبّ الوطن، راهنوا كثيرا على خلافاتنا وحشدوا الأموال لزرع الفجوات بيننا، لكنهم لم يدركوا أنهم بحضرة السعوديين، وأن ولاءهم وحبهم لقائدهم الملك سلمان -حفظه الله- متأصل في وحدتهم ومتجذر في أرواحهم، قد ارتضوه قائدا كما ساروا قديما خلف والده، طيب الله ثراه، إننا حين نبتهج بيومنا الوطني فإننا نفخر بقيادتنا الحكيمة التي حفظت وحدتنا وجنّبتنا فتن الفرقة والحروب، وأقامت لنا البناء الذي نأوي إليه بأطفالنا هانئين مطمئنين، كما اننا نفتخر بجنودنا البواسل الذين بذلوا أثمن ما يملكون في سبيل راحتنا وأمننا، ونفتخر بمؤسساتنا ومنجزاتنا التي تبوّأت المحافل الدولية، وبهويتنا ونظام حكمنا وتاريخ أجدادنا. مهد الرسالة من جهته قال الباحث د.جزّاع بن فرحان الشمري: الوطن كيان الإنسان، يولد حبه يوم ولادته، وحبه أمر فطري جُبل ونشأ، فالفضل لله ثم للوطن في التنشئة والتغذية والحماية، لذلك تنمو علاقة الإنسان بأرضه وتكبر كلما نما عقله وكبر جسده. وأضاف: وطننا أرض متلونة بطبيعتها متنوعة بتضاريسها بين السهول والرمال والجبال، وكل عام يطل علينا يوم مجيد يعيد إلى الأذهان حدثا تاريخيا محفورا في الذاكرة والوجدان، وهو «يوم الوحدة» وحدة الدولة والصف بعد الشتات والتناحر، إنه اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية، يوم جمعت فيه وحدة الكلمة تحت راية واحدة وبقعة واحدة. يوم وحد فيه المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- شتات هذا الكيان الكبير، إنه يوم الفخر والشموخ بما حققه الوطن الغالي على أرضه من عطاء ونماء يزاحم به بلاد العالم رسوخا ونهضة في كافة المجالات السياسية والعسكرية والتعليمية والاقتصادية والثقافية.