علمت «اليوم» من مصادر مطلعة أن قيادات سياسية واعلامية تنتمي لحزب المخلوع صالح تبحث عن خيارات للخروج من صنعاء، بعد التهديدات التي تلقتها من قبل زعيم ميليشيا الحوثي بتنظيم محاكمات وسجن كل من ينتقد المليشيا الحوثية أو يعارضها قولا او فعلا. وأوضحت المصادر ان بعضا من هذه القيادات تواصلت مع نشطاء في الخارج للتنسيق حول وسائل خروجهم عبر منظمات الاممالمتحدة، كما أن بعضها فتح تواصلا مع جهات خليجية، فيما تتحرك قيادات أخرى للانتقال الى محافظة مأرب والوصول الى الشرعية هربا من ميليشيات الحوثي وخذلان المخلوع صالح لهم. من جانبه، عقد المخلوع صالح اجتماعا بقيادات المكتب السياسي لحزبه ابلغهم فيه ما دار بينه وبين زعيم ميليشيا الحوثي، وماذا تريد الميليشيات من حزبه، وكشف المخلوع في الاجتماع أن ميليشيات الحوثي طلبت منه عدم قيامه وحزبه بأي نشاط من شأنه توجيه أي لوم او انتقاد للميليشيات الحوثية او قراراتها. وقال المخلوع لقيادات حزبه التي حضرت الاجتماع وظهر عليها علامات الإحباط والإذلال: إنه لن يحارب الحوثيين، وأكد لهم أنه «سيتركهم للتحالف والشرعية والشعب (يشوف حل معهم)، وانه غير قادر على فتح حرب اخرى داخل صنعاء لتدميرها» بحسب قوله. كما ابلغ المخلوع قيادات حزبه بإصداره توجيهات لوسائل اعلام الحزب ونشطائه بعدم التعرض للميليشيات او انتقادها بأي صورة كانت، وأوضح انه غير قادر على حماية احد من بطش الميليشيات في الفترة الراهنة. وقال لهم: «اذا هبت العاصفة لابد ما ننحني والا اقتلعتنا من الجذور»، في اشارة الى مخطط الميليشيات بإنهاء المخلوع وحزبه». بدورها، هددت ميليشيات الحوثي في اجتماع دعت اليه قيادات اعلامية تابعة للمخلوع باقتياد كل من ينتقدها الى سجون المخابرات، وحملت صحفيي المؤتمر المسئولية عن ما سيحدث لهم ان تجاوزوا التوجيهات. وهدد صالح الصماد القيادي الحوثي ووزير الاعلام الانقلابي احمد حامد اعلاميي المخلوع وحزبه وذلك بحضور امين عام حزب المخلوع عارف الزوكا الذي خاطب إعلاميي حزبه بإذلال وشعور بالخيبة وقلة حيلة، بقوله: «لا نريد اعلاما، ومن يريد الانتقاد عليه الخروج من الحزب». وهو ما اثار موجة استياء كبيرة داخل قطاع اعلام حزب المخلوع الذي شكل الجبهة الاولى للتصدي للميليشيات الحوثية داخل صنعاء في الوقت الذي استسلم فيه جيش المخلوع ذليلا للميليشيات. من جهة أخرى، حذر تقرير سري صادر عن الامن القومي التابع لميليشيات الحوثي الانقلابية من مخطط لتشكيل فرق اغتيالات لقياداتها من قبل القوات الخاصة الموالية للمخلوع صالح. وقال تقرير الانقلابيين: إن عمار محمد عبدالله صالح رئيس جهاز الامن القومي سابقا ايام نظام المخلوع وهو ابن شقيق صالح هو من يقف وراء المخطط. وأوضح التقرير الذي كشفت قيادات حوثية عن مضمونه أن 62 فردا وضابطا من القوات الخاصة شكلت خمس مجموعات في امانة العاصمة وعمران وذمار ومحافظة اب بتنسيق من عمار صالح وذلك لتنفيذ عمليات اغتيالات بحق قائمة من القيادات الميدانية والمشرفين والقيادات العليا التابعة للميليشيات الحوثية.