استأنفت ثقافة الدمام نشاطها بتنظيم ندوة بعنوان: «السخرية.. في بعديها التواصلي والسيكولوجي في الأعمال الأدبية»، نظمتها جماعة حواف الإبداعية، وقدمها الشاعر يحيى العبد اللطيف والكاتب أحمد محمد العلي، وأدار الندوة المسرحي مالك القلاف. قبل البدء في طرح الورقتين، قدم القلاف القاص زكريا العباد الذي ألقى كلمة موجزة باسم جماعة حواف الإبداعية ذكر فيها اعادة هيكلة الجماعة وانتخابه رئيسا لها. ثم قدم القلاف الكاتب أحمد العلي الذي قام بقراءة ورقته مبتدئاً بالبحث في ظاهرة الضحك والفكاهة عند الإنسان، وعرّف الفكاهة بأنها إدراك التناقض المعنوي بين الأفكار والأفعال والمواقف، ثم استعرض آراء بعض الكتّاب وعلماء النفس في ظاهرة الضحك، وبحث العلي في ميكانيزم الضحك وفرق بين الضحك والانفعال الذي وصفه بأنه العدو الأول للضحك، وذكر أن الحياة بالكوميديا لمن يفكر وتراجيديا لمن يشعر، وأكد أن الضحك ظاهرة إنسانية وأسهب بتحليل الضحك علمياً وفلسفياً مستنداً إلى آراء فرويد وباختين وبريجسون وأفلاطون وكانط وشوبنهور. ثم انتقل العلي إلى مناقشة الأدب الفكاهي والساخر، مبينا أن الفكاهة تعبير عن أفكار تتعلق بالسلوكيات التي تضع المجتمعات لها قيودا أخلاقية واجتماعية، ثم قدم العلي مثالا عمليا بتحليل أسلوب خوسيه سارماغو في روايته العمى وانقطاعات الموت، مقدما ملخصا للرواية ومبينا رأيه في سخرية سارماغو. واختتم ورقته باختيار مقاطع من روايات انقطاعات الموت والخلود والضحك والنسيان لكونديرا. بعد ذلك قدم القلاف الفنانة بتول المهنا للتحدث عن تجربتها، حيث عرضت 14 لوحة، وتحدثت عن تجربتها وشغفها بالفن وأنها إنما تحقق ما كان والدها يراه فيها. وفي ورقة الشاعر يحيى العبد اللطيف، الذي آثر التحدث مباشرة للحضور دون القراءة من ورقته المكتوبة، ناقش مفهوم السخرية وقدّم تعريفا لها، حيث بين أن مفهوم السخرية ظهر في جمهورية أفلاطون ثم الصق بسقراط، ثم تحدث عن المدرسة الكلبية وعن ديوجين تلميذ سقراط وانعكاسها في التراث العربي وربطها بظاهرة الصعلكة وحوادث ونوادر المُجّان التي وردت في التراث العربي، وتحدّث عن رواية كنديد لفولتير، وفرّق بين السخرية ومرادفاتها مثل الهجاء والهزل والطرافة والكوميديا والنكتة والتهكم، وذكر أن السخرية نوعان: خفية وظاهرة، أما الهزء فنتيجة للسخرية، ثم ضرب أمثلة من التراث العربي وفي النهاية قدم نماذج من كتاب أخبار الحمقى والمغفلين، ومن بعض المهن. وختم العبداللطيف بتحليل مشهد من مسرحية «شاهد ماشافش حاجة». ثم فتح القلاف باب النقاش فتحدث الشاعر عبدالله الهميلي فقال: كان على العبداللطيف التعمق في كتابي فرويد «الطوطم والتابو» و«زلات اللسان». وقال القلاف: إنه لا يرى في رواية العمى لسارماغو أية سخرية ولو اختار العلي «مزرعة الحيوان» لأورويل لكان أفضل. وقالت رجاء البوعلي: إن irony لا تعني السخرية بل المفارقة، وانها لم تر أية سخرية في رواية العمى.