نشرت وزارة التعليم، عبر موقعها الإلكتروني، مسودة نظام الجامعات الجديد، والمقترح من وزارة التعليم، وذلك بناء على توجيه من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بعد الانتهاء من مراجعته ومناقشته في هيئة الخبراء، التابعة لمجلس الوزراء، ومناقشته في اللجنة الدائمة لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وينتظر استكمال إجراءات اعتماده خلال الأشهر القليلة القادمة. إلى ذلك وجه وزير التعليم الدعوة للمهتمين والمختصين لتقديم اقتراحاتهم وملاحظاتهم على النظام خلال 30 يوما من نشر المسودة من خلال الرابط https://t.co/sGmxPJh6Aw، مؤكدا من خلال حسابه في تويتر أن ذلك يأتي سعيا من الوزارة لتعزيز المشاركة المجتمعية. ويمثل نظام الجامعات المقترح من وزارة التعليم نقلة نوعية تاريخية في مسيرة التعليم العالي في المملكة، حيث يتوقع أن يمكن الجامعات من معالجة كثير من المشكلات البيروقراطية الحالية ومواجهة التحديات المستقبلية. ومن المتوقع أن يمنح النظام الجديد الجامعات السعودية استقلالية حقيقية، كمؤسسات «تعليم عال وبحث علمي» ويوفر نظام حوكمة جديدا بحيث يمكنها من بناء أنظمتها ولوائحها الأكاديمية، والمالية، والإدارية بحسب إمكاناتها وظروفها الاقتصادية والجغرافية وفق السياسات العامة التي تقرها الدولة، كما يدفع النظام الجديد الجامعات إلى تنافس إيجابي فيما بينها؛ لتجويد العملية التعليمية وتطوير الأنظمة والبرامج ومواكبة احتياجات سوق العمل، ويساهم النظام الجديد في تخفيض اعتماد الجامعات على ميزانية الدولة، وسيدفعها الى إيجاد مصادر تمويل جديدة، من خلال فرض رسوم دراسية على برامج الدراسات العليا وعوائد البحث العلمي، وبرامج الأوقاف، والمشاريع الاستثمارية داخل الحرم الجامعي وضمن ممتلكات الجامعة. ويسهم النظام الجديد في تخفيف البيروقراطية الإدارية وترشيد الإنفاق حيث سيتم تحويل وظائف أعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين إلى عقود سنوية تحت نظام التأمينات الاجتماعية. ويؤسس النظام الجديد لحقبة جديدة، للتركيز على التعليم الفني والتطبيقي حيث قضت إحدى مواد المشروع بإنشاء مجلس أمناء موحد يسمى «مجلس أمناء الجامعات التطبيقية» يضم في عضويته عددا من ذوي الخبرة والكفاية والاختصاص، كما يضم عددا من القطاع الخاص، ويعطي الفرصة لوزارة التعليم للتفرغ للتخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي ومراقبة الأداء بدلا من المساهمة في إدارة العمل التنفيذي للجامعات. وتطرقت مسودة مشروع نظام الجامعات الجديد، إلى اعتبار مجلس الجامعة هو السلطة الإشرافية لتصريف الشؤون العلمية والتعليمية والإدارية، والمالية وتنفيذ السياسة العامة للجامعة، كما أكد النظام على أن تتولى المجالس العلمية عملية الإشراف على تعيين أعضاء هيئة التدريس، والترقيات العلمية. وحول أبرز إيرادات الجامعات، نص النظام على أن تكون إيرادات الجامعة مما يخصص لها من الدولة وفق القواعد المنظمة لميزانية الجامعات، أو من الرسوم الدراسية، ورسوم الخدمات التي تتقاضاها الجامعات، أو من التبرعات والهبات والمنح والوصايا والأوقاف، أو من ريع أملاكها واستثماراتها أو غيرها من موارد أخرى يقرها مجلس الأمناء على ألا تتعارض مع أهداف وطبيعة نشاط الجامعة. ويسمح النظام الجديد للجامعات أن تتقاضى رسوما دراسية عن برامج الدراسات العليا، ومن الطلبة الأجانب باستثناء المنح المجانية الدراسية، كما يحق للجامعات أن تقوم بالبحوث العلمية، والخدمات الاستشارية، لجهات أخرى داخلية وخارجية مقابل مبالغ مالية. وعن النظام المالي للجامعات، أظهرت المسودة الجديدة أن لكل جامعة ميزانية مستقلة خاصة بها، يصدر بها قرار من مجلس الأمناء وفقا للقواعد المنظمة لميزانيات الجامعات، التي يقرها مجلس الوزراء، واعتبار السنة المالية للجامعة هي السنة المالية للدولة.