عادة ما يكون المصاب جللا فيما هو مرتبط بحياة الإنسان العملية والصحية، وخاصة إذا كان المصاب كسادا لبضاعة ما أو ضياعا لمكسب ما. أما ما يضاعف حجم المصيبة فأن تكون الخسارة في الجانب العملي ومجهولة الأسباب. وقد شهدت محافظة حفر الباطن وعدد من المراكز التابعة لها حالة غريبة عانى منها عدد من ملاك الإبل بالمحافظة وذلك جراء نفوق عدد من الإبل تجاوز 23 بعيرا من أصل 90 بعيرا ما زال ملاكها ينتظرون مصيرها إذ أنها ما زالت تعاني أعراض مرض مفاجئ. يقول أحد المتضررين، المواطن صالح بن محمد العدواني: قمت بإعلاف إبلي بما يعرف بالمكعبات والتي تنتجها وتقوم ببيعها إحدى الشركات، وتابع: لاحظت تغيرا في نوعية العلف حيث كان من النوع ذي الحبة الصغيرة وليس الكبيرة. وبعد تناول الإبل للعلف نفق أكثر من 20 متنا من الإبل ويوجد لدي 15 أخرى مريضة وتعاني نفس الأعراض السمية التي أصابت الإبل النافقة، ويؤكد العدواني أن فرع الزراعة بحفر الباطن قد تجاوب مشكورا مع شكواه رغم فترة الإجازة، وأخذوا العينات لفحصها وما زلنا ننتظر النتائج. من جانبه قال بدر المطيري- أحد خبراء سوق الإبل بحفر الباطن: شاهدت عددا من الإبل التي تعرضت لهذه الحالة والتي نفق منها الكثير وذلك بعد ما وردنا اتصال من بعض الملاك للوقوف والمعاينة على هذه الإبل التي بالفعل نفقت بشكل سريع، ولعل التوقعات تشير إلى أن السبب يكمن في نوعية الأعلاف المستخدمة، وتابع: نطالب الجهات المعنية بإيضاح النتائج بشكل سريع وذلك لأن هذه الحالات تؤثر على سوق الإبل ثالث أكبر سوق بالمملكة، مما ينعكس سلبا على حركة البيع والشراء لا سيما أن الحالات التي تعرضت لنفوق تم تداول صورها ومقاطع لها على نطاق واسع، وقال المطيري: إن هذه الحالة تعتبر حالة خطيرة يجب أن يتم الوقوف من قبل المسؤولين بحزم عليها باهتمام نظرا للعدد الكبير للإبل النافقة والعدد الأكبر من الإبل التي أصيبت بهذه الأعراض مما يساهم في معاناة الملاك والمربّين، وقال المطيري: إنه في السابق تعرض عدد من الإبل للنفوق وتحديدا أكثر من 20 لحالة مقاربة كان سببها البرسيم مما دفع عددا من رواد السوق للوقوف مع المتضرر، أما الحالة الحالية مع كثرة أعدادها التي نفقت يجب أن يتم الوقوف مع الملاك وتعويض خسائرهم. إبل مهددة بالنفوق وقال حمود عناد المطيري، مربي إبل ومن الملاك بالسوق: إن سوق الإبل بحفر الباطن يفتقر إلى بعض الأمور لعل من أهمها وجود عيادة بيطرية ومندوب من البلدية يقومان بفحص الإبل والتأكد من سلامتها وأن يكون لهم مكتب لمتابعة مثل هذه الحالات، كما أن السوق يعاني تدنيا بمستوى النظافة مما يجبر البعض على إلقاء الإبل النافقة بطرقات السوق وهذا بكل تأكيد يلحق الضرر بالسوق والإبل المتواجدة به، وعن الحالة التي تعرض لها عدد من الإبل قال المطيري: نسأل الله أن يخلف عليهم فبعض الإبل كما يعرف الجميع كلفت ملاكها مبالغ طائلة وما تعرضوا له خسارة كبيرة ولا بد من محاسبة المتسبب في هذا الخلل وتعويض المتضررين لأن بعض الإبل تم شراؤها بمبالغ كبيرة إضافة إلى ما كلفت على ملاكها من مصاريف أخرى والأمر ليس بالهين وليست بعيرا أو اثنين وإنما عدد كبير. سوق الإبل وقال فهد حمد القحطاني- أحد مربي الإبل بالسوق: إن الحادثة التي تعرض لها عدد من الملاك يجب على الجهات المعنية الوقوف حيالها وإعلان نتائج الفحص المخبري للعامة لكي لا يتم تداول شائعات تلحق الضرر بالسوق، كما يجب على تلك الجهات الوقوف مع الإخوة المتضررين، فالجميع يعلم أن الإبل تصبر وتتحمل العديد من الأمراض ولا تنفق بهذه الطريقة وهذه السرعة، وأشار القحطاني إلى أننا في السوق بأمس الحاجة للتوعية والتثقيف وخاصة ما يتعلق بالتغذية والتعليف، فالبعض لا يعرف مدى جودة الأعلاف ومدى ملاءمتها للإبل وإنما يقوم بشراء الأعلاف حسب ما يتداوله الناس أو ما يتم ترويجه من مؤسسات الأعلاف، وكذلك نتمنى من المسؤولين تواجدهم بالسوق وأخذ الآراء من أصحاب الخبرة في كل ما يتعلق بالإبل. وقال صالح العنزي- دلال في سوق الإبل بحفر الباطن: إننا نشارك إخواننا المتضررين من نفوق إبلهم ونثق بأن الجهات المختصة سوف تكون بصفهم وأشار العنزي إلى أن سوق الإبل بكل تأكيد سوف يتأثر سلبا حتى يتم الإيضاح والإفصاح عن النتائج ومحاسبة المتسبب، وقال: إن السوق يحتاج لوجود عدد من الخدمات لعل أهمها عيادة بيطرية تقوم بفحص الإبل كافة بالسوق أو ما يتم جلبه إلى السوق وإصدار بطاقة طبية للإبل ومدى سلامتها لكي لا تعاني أو تنقل الأمراض إضافة إلى تكوين لجنة لصحة وسلامة الإبل تتكون من الجهات المسؤولة بالمحافظة. فرق الزراعة أثناء مباشرتها حالات النفوق وعلى المستوى الرسمي، قال مدير فرع الزراعة بحفر الباطن فهد العنزي: إنه تم استقبال عدد من البلاغات من قبل المربين بوجود حالات نفوق إبل يشتبه في إصابتها بتسمم غذائي في عدد من المحافظات بالمنطقة الشرقية، وقام فرع الزراعة بحفر الباطن بتكثيف جهوده من خلال الزيارات الميدانية للقطعان المصابة وأخذ عينات وإرسالها للمختبر للكشف عن أسباب التسمم، وكذلك تقديم الخدمات العلاجية، كما تم بالتعاون مع وزارة التجارة التحفظ احترازيا على مصدر العلف لحين الانتهاء من نتائج المختبر وقد استمر الفرع باستلام البلاغات طوال اليومين السابقين على مدار الساعة. وأكد العنزي أن الحالات تحظى بمتابعة من وكيل الوزارة للثروة الحيوانية ومدير عام خدمات الثروة الحيوانية ومدير فرع المنطقة الشرقية.