أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف اليمني ورئيس بعثة الحج لحجاج اليمن د.أحمد عطية، استكمال كل الإجراءات الخاصة باستقبال حجاج بيت الله الحرام البالغ عددهم 24.225 من حجاج اليمن، مشيراً إلى جهود المملكة في تذليل كل الصعوبات لإخوتهم في اليمن، الذين يعانون أوضاعا صعبة في ظل الانتهاكات المستمرة من قبل ميليشيا الحوثي. وأوضح عطية في حواره مع «اليوم» بمدينة جدة، أن شعار المملكة واضح منذ قدم التاريخ وهو «أن يكون الحج بعيداً عن السياسة»، لافتا إلى أن التاريخ لم يسجل أو يتحدث عن اتخاذ المملكة لأي موقف سياسي، فالحج عبادة وتقديس لا شعارات وتسييس. كيف يتم تفويج الحجاج اليمنيين واستكمال إجراءاتهم لهذا العام؟ * سيدخل من اليمن إلى أراضي الحرمين هذا العام ما يقارب 24.225 حاجا وحاجة، وتم التنسيق مع كل الجهات ذات الصلة من الجانبين السعودي واليمني، وقد استكملت كل الإجراءات الخاصة باستقبالهم ومسكنهم والمواصفات المتبعة مبكرا، وستكون هذه أولى بشائر نجاح موسم الحج هذا العام، وسيصل أول فوج يمني -إن شاء الله- إلى أراضي المملكة يوم الجمعة 19 ذي القعدة، وسنكون في استقباله في مكةالمكرمة، وسنشرف على ترتيباتهم والاستعدادات وكل التجهيزات لتوفير الراحة الكاملة لهم، ولضمان وصول كل الخدمات المقدمة لهم، وأشيد هنا بدور رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وحكومته؛ على الاهتمام الواسع ومتابعاتهم المستمرة لإنجاح موسم حج هذا العام. كيف تقرأون سياسة المملكة في الحج رغم الظروف المحيطة بالدول المجاورة؟ * إن المملكة تجرم تسييس الحج، فالحج الغرض منه العبادة، وحكومة المملكة ماضيةٌ في حفاظها على أمن وسلامة حجاج بيت الله مهما كلفها الامر؛ وذلك منذ تأسيس المؤسس لها -رحمه الله-، وهي ماضية في هذه السياسة الواضحة وستظل مرحبة بكل ضيوف الرحمن من كل الطوائف، ونحن سندها وعونها في هذا كله. ويعتبر تسييس الحج من قبل حجاج، أو التنادي بأي خلافات أو نزعات؛ مخالفا لشرع الله عز وجل ولتعليمات النبي صلوات ربي وسلامي عليه وللأنظمة المتبعة في البلاد الراعية للحرمين الشريفين من قديم الزمان، بالمقابل يجب أن تكون وزارات الحج ورؤساء بعثات الحج عوناً مع المملكة في توعية شعوبنا القادمين للحج بعدم الخوض في تسييسه، خصوصاً أن الدول المجاورة للمملكة تعاني من فتن واضطرابات، وإذا تم نقل تلك الصراعات من بلدانهم إلى داخل المشاعر المقدسة، ستصبح مسألة فوضى وخلافات ورفث وجدال ونزاعات واضطرابات؛ في أيام يريد بها المسلم العودة إلى دياره كما ولدته أمه، ومن المعلوم أن التحدث والجدل في مسائل المذاهب والخلافات الحاصلة في المنطقة يسبب الكثير من الانشغال في غير العبادة، ويجب على جميع الشعارات الضارة أن تموت خلال هذه الايام المعدودات، ويجب أن تعطى المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين كل الاحترام والتقدير والكثير من القداسة والمنزلة والمكانة، وأن نربأ بهم عن المناطقية والحزبية والسياسية والطائفية، لأن جميع المسلمين ينصهرون في هذا المكان وتذوب مع هذا الجمع خلافات الاجناس والالوان والاوطان والابدان والبشرة، ويتجهون إلى قبلة واحدة بلبس واحد ولرب واحد. ما هي صحة ادعاءات ميليشيا الحوثي عن وجود عراقيل أمام حجاج اليمن؟ * لا صحة للادعاءات الحوثية والشائعات المغرضة والاكاذيب، التي يبثها الانقلابيون بأن هناك عراقيل أمام الحجاج، وجميع حجاج اليمن سيحجون من كل المحافظات من صعدة إلى المهرة من شمال اليمن إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه ومن أقصاه إلى أدناه، وشعار المملكة واضح في استقبال الحجاج وهو أن يكون الحج بعيداً عن السياسة، والتاريخ لم يسجل أو يتحدث عن نحو المملكة لأي موقف سياسي، فالحج عبادة وتقديس لا شعارات وتسييس، ولم يقتطع الحج في اليمن رغم تضرر أمنها بالحد الجنوبي؛ بما تقوم به العناصر الانقلابية الحوثية، وأيضاً حجاج إيران لهذا العام أكثر من 86 ألفا، ولم تمنعهم المملكة من اداء الحج، والسعودية لا تدخل السياسة وخلافاتها مع دولة مهما كانت في الحج أو العمرة، وقد حدثت خلافات سياسية على مر العصور بين المملكة ودول أخرى وفي كل مرة تؤكد الحكومة السعودية أن الحجاج المسلمين غير معنين بالخلافات السياسية، والخلافات لها باب آخر. ما هي التجهيزات التي سيجدها حجاج اليمن فور وصولهم؟ * فيما يتعلق بالتجهيزات في مكة تم استئجار المساكن بمواصفات عالية لحجاجنا، وتم الترتيب مع المؤسسات التابعة للحج والعمرة في مسألة مخيمات «منى وعرفات»، ومع النقابة العامة للسيارات والمواصلات وتأمين النقل لهم، ونحن ننتظر بشغف حجاج اليمن وضيوف الرحمن، وأهلا وسهلا بهم في أرض الاسلام ومهبط الوحي ومهوى الافئدة. وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد يستقبل نظيره اليمني (اليوم) كيف رأيتم التجهيزات المعدة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج اليمنين في منفذ الوديعة؟ * كانت لي جولة تفقدية في منفذ الوديعة، برفقة مسؤولين سعوديين، وشاهدنا التجهيزات الضخمة التي أعدتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، ما تم توفيره من أعداد كبيرة من قوات بشرية وتجهيزات آلية لخدمة ضيوف الرحمن اليمنيين، بجانب استمرار الخدمة بالمعبر ل24 ساعة، ووجدنا أكثر من 130 موظفا في الجمارك وفي الجوازات، وقامت المملكة العربية السعودية مشكورة باستحداث مخيمات وصالات جديدة ومكيفة لاستراحة الحجاج، وعيادات متنقلة نسائية ورجالية، وسيارات إسعاف، والعديد من الكاونترات للجوازات الجاهزة والمستعدة لاستقبال الحجاج، وحقيقة هذا عمل ومجهود تشكر عليه المملكة بداية من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وحكومته وكل قطاعات هذا الوطن المعطاء ومواطنيهم الشرفاء والنبلاء، الذين قدموا خدمة جليلة لإخوتهم في اليمن. حدثنا عن جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين.. * لو وضعنا او تخيلنا فرضية أن أحدا من الخلفاء الامويين أو العباسيين رأوا مكة والمدينة خلال هذه الفترة فقطعاً سيصاب بالدهشة والذهول من التغيير، الذي طرأ على الحرمين الشريفين، من ناحية البناء والتشييد والعمران والتطوير والتطهير والخدمة، فالحاج يدخل إلى مكة فيجد كل ما يريده متوافرا، وكذلك عندما يدخل إلى الحرم المدني، وهذه الأمور لم تأت إلا بإمكانات وجهود وصبر وتحمل من القيادة السعودية على مر العصور. ومَنْ لا يشكر الناس لا يشكر الله، واختم حديثي هذا وأنا وكل اليمنيين نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الامين -حفظهما الله- على هذا الكرم الجم، وشكري يمتد إلى الجهات الحكومية الوزارية كالخارجية والداخلية والحج والعمرة بقطاعاتها ومؤسساتها، وإلى سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد سعيد الجابر، الذي لم يأل جهداً في تذليل كل المصاعب، التي واجهها الحجاج اليمنين وما زال إلى هذه اللحظة. أحمد عطية عُين في 18 سبتمبر 2016 وزيراً للأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، حاصل على البكالوريوس في الشريعة والقانون بتقدير جيد جدا، وعلى الماجستير بتقدير امتياز في بحث التمثيل المسرحي وحكمه في الشريعة الإسلامية، فضلا عن الدكتوراة من جامعة ام درمان الإسلامية في السودان، حاصل على المجازة العمرانية العليا في الفتوى والدعوة والقضاء، والإجازة العالية في ألفية ابن مالك في اللغة العربية. عضو هيئة علماء اليمن، وعضو نقابة خطباء اليمن، وقاضي التحكيم بمحافظة شبوة، وعضو الحوار الوطني، شارك أحمد زبين عطية في عدد من الدورات العلمية والشرعية، وله مشاركات في عدد من الحلقات التليفزيونية الخاصة بالفتوى والمحاورات السياسية. الوديعة يستقبل أولى طلائع حجاج اليمن وصلت أولى طلائع الحجاج اليمنيين لمنفذ الوديعة أمس السبت، قبيل تفويجهم للأراضي المقدسة، وكان في استقبالهم وكيل قطاع الحج والعمرة ونائب رئيس بعثة الحج اليمنية، مختار الرباش. وعبر الرباش عن سعادته البالغة بوصول حوالي 300 حاج يمني، ضمن الفوج الأول البالغ عدده حوالي 2.000 حاج، ولفت أن كل الخدمات تمت تهيئتها في مقر سكنهم بمكةالمكرمة والمدينة المنورة، بجانب وسائل تنقلهم بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وأشار نائب رئيس البعثة اليمنية إلى انتهاء تجهيز مخيمات الحجاج اليمنيين بمشعري منى وعرفات، موضحا أنها تستوعب الحصة المخصصة للحجاج اليمنيين البالغ عددهم نحو 24.255 حاجا، داعيا الحجاج اليمنيين إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة من وزارتي الحج والعمرة والأوقاف والإرشاد السعودية، والمحافظة على أمن وسلامة المشاعر المقدسة.