أكد نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالملك المخلافي أن التحالف العربي كسر أطماع إيران وحال دون تحقيق نفوذها في اليمن، مثمنا موقف التحالف الداعم والمساند للجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتضحيات القوات السودانية المشاركة في التحالف العربي حيث أسهم ذلك الدعم في تحرير 80% من الأراضي اليمنية من سيطرة الميليشيات الانقلابية. ونوه المخلافي، خلال لقائه أمس، بالعاصمة الجزائرية رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدين لدى الجزائر، بالموقف العربي والدولي الموحد الداعم للشرعية ودور التحالف العربي، مشيرا إلى أن شعب بلاده يرفض أن تحكمه ميليشيات متخلفة تدار من الخارج من قبل قوى إقليمية تسعى للتوسع واستهداف الأمن القومي العربي. وشدد المخلافي، وفقا لما أوردته «سبأ» الوكالة الرسمية، على موقف حكومته وانفتاحها مع المقترحات كافة التي تقدم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ بشأن تسليم ميناء ومحافظة الحديدة وانسحاب الميليشيا الانقلابية منها وإنشاء لجنة اقتصادية لاستلام الموارد في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات وتحويل مرتبات موظفي الدولة كافة، مبينا أن الانقلابيين أعلنوا رفضهم لتلك المقترحات وهو ما يعكس عدم رغبتهم في تحقيق السلام. وفي السياق، جدد سفير اليمن لدى واشنطن أحمد عوض بن مبارك استعداد الشرعية للانخراط في جولة مشاورات جديدة برعاية الأممالمتحدة وفقا لمرجعيات السلام الثلاث. وقال خلال مشاركته في ندوة عن اليمن أقيمت بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن ونظمها مركز الخليج للأبحاث بالتعاون مع معهد الشرق الأوسط: «إن الحكومة شاركت بحسن نية وبكل مرونة في جميع جولات مشاورات السلام مرورا بجنيف وانتهاء بالكويت»، لافتا النظر إلى ترحيبهم بمقترحات المبعوث الأممي إلى اليمن التي قدمها في إحاطته الأخيرة بمجلس الأمن. يأتي ذلك في وقت تستغل فيه ميليشيا الحوثي الوضع الحالي وانشغال اليمنيين بالأزمة السياسية والعسكرية للعمل على مخطط تدمير العملية التعليمية وذلك لتعزيز الأجندة الخاصة بها. ودأبت الميليشيا على تعويض الفشل القتالي بالقضاء على المدارس وتفجيرها بهدف التمكين والسيطرة والحكم واتضح ذلك في إصرارها على أخذ وزارة التعليم فيما يسمى حكومة الانقاذ الوطني وتعيين الأخ الشقيق لزعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي وزيرا للتعليم ليتم لها تغيير المناهج بأفكار وأيدولوجيات تخدم توجهها وأجنداتها الخاصة المدعومة من إيران والخارج، وأوضحت مصادر مطلعة في الداخل اليمني أن عصابات الحوثي قامت بتغيير المناهج خاصة المرحلتين الابتدائية والإعدادية لزرع تعليماتها وأجنداتها في أدمغة الطلاب بدعم من إيران. وعملت ميليشيا الحوثي على تكريس تعليمات وصور مؤسس جماعة الحوثي الهالك حسين بدر الدين الحوثي وكذلك الدروس التي يحاول من خلالها الحوثيون حصر الولاية بهم وتعليمها للأجيال وفرض الوصاية على الشعب من خلال التسويق لفكرها. وبينت المصادر أن يحيى بدر الدين الحوثي استكمل طباعة المنهج الدراسي الطائفي، كما افتتحت جامعات خاصة تابعة لها، فيما أغلقت 13 جامعة أهلية ونحو 50 برنامجا تخصصيا في جامعة الحديدة وصنعاء وإنشاء مكانها أقساما لتعليم اللغات الفارسية، وهو ما أثبت للجميع أن الجماعة تعمل على تنفيذ أجندة خارجية ومشروع تدميري يؤكد النزعة الطائفية. وفجرت هذه الإجراءات خلافا مع حلفائهم في جماعة المخلوع الانقلابية الذي يرفض المساس بالمناهج التعليمية حتى لا يفقدوا مؤيديهم الذين يرفضون الأفكار الحوثية الطائفية كليا، وهو ما جعل حزب المؤتمر الشعبي يهدد بفض تحالفه مع ميليشيا الحوثي على خلفية تلك الاجراءات والتعديلات ووصفها بالكارثية؛ ومن شأنها زيادة الاحتقان المجتمعي وتمزيق النسيج الاجتماعي، وأنها ستخلف طائفية لم تعرفها اليمن.