لا يشعر بلذة وسعادة العطاء إلا من كان عطاؤه نابعا عن رغبة وحب.. للأسف، أصبحنا نعيش في زمن طغت عليه المادية خاصة في علاقاتنا مع الآخرين، حيث أصبحنا في تعاملاتنا او حتى في تقديم خدماتنا مشروطا بأن يوما ما سيتم رد هذا العطاء بأي شكل كان. نلاحظ غالبا ما يكون عطاؤنا محفوفا بالحب والإخلاص في المناسبات الخاصة أو في شهر رمضان أو الأعياد. لماذا يكون عطاؤنا محصورا فقط في تلك الأوقات؟ لماذا لا يكون عطاؤنا سمة نتصف بها في كل مكان وكل وقت؟ لماذا أصبحنا نحكم على الآخرين من خلال ما يقدمونه ونحلل الاسباب الخافية خلف عطائهم؟ لماذا لا نجسد في تعاملاتنا معنى العطاء الحقيقي وذلك من خلال أخلاقنا الحسنة في سلوكنا وحديثنا مع القريب قبل الغريب؟ الكثير منا يظن حين يسمع بالعطاء أن العطاء محصورا على المادة وذلك غير صحيح فللعطاء أشكال مختلفة.. حين تساعد أحدا واقع في مشكلة لو من خلال استماعك له أو نصحه فذلك عطاء. حين تؤدي حاجة لكبير في الأسرة أو لصغير فذلك عطاء. حين تزور مريضا أو تواسي من فقد عزيزا فذلك عطاء. حين تقرض شخصا في أزمة مالية أو تقدم مساعدة لمحتاج فذلك عطاء. حين ترشد صديقا أو غريبا لأمر ترى أنه مشتت فيه فذلك عطاء. حين تقدم خدمة أو معروفا لأنك تملك شبكة علاقات جيدة على الصعيد المهني أو الشخصي فذلك عطاء. هناك الكثير من الطرق تستطيع فيها أن تعطي وتقدم حسب إمكانياتك، كل ما تقدمه سيكون في رصيدك لا شيء يذهب هباء كل ما تزرعه من خير ستجنيه يوما.. وتأكد أن لذه العطاء وشعور السعادة والرضا لن يشعر فيه إلا من كان عطاؤه بلا شروط.