الكل يستحق التشجيع والتحفيز حتى يكون قادرا على العطاء بشكل أكبر، وعلى قدر التحفيز يكون العطاء، ومن بين سبل التحفيز إقامة حفلات التكريم، وكان آخرها الحفل السنوي الأول لتتويج مجموعة من المتميزين في مجالات عدة (العلمي- الاجتماعي، والشباب الواعد) في حاضرة الدمام بمنطقة الخُبر وتحديدا قاعة اللؤلؤة في قصر الأمير فيصل بن فهد، في لفتة متميزة لتشجيع أفراد المجتمع بمنحهم «جائزة عطاء للتميز» من قِبل لجنة أهلية تطوعية متفرعة من «لجنة عطاء للتنمية والثقافة الاجتماعية» في الدمام. فإذا أردنا مقياس رقي مجتمع ومستوى إنسانيته وحضارته، فإننا ننظر إلى كيفية تعامله الاجتماعي مع أفراده الذين يقدمون دون سؤال أو مقابل لرقي مجتمعاتهم وأوطانهم، ومثلما تعود الروافد إلى البحر هكذا يعود عطاء الإنسان إليه. وتعتبر هذه المبادرة من قبل «لجنة عطاء» دليلا حسيا ملموسا على وجود مجتمع ذي فاعلية عالية وحس مرهف لأعمال الخير والتطوع، ويسعى للرقي من خلال تكريم أبنائه في مختلف نطاقات الحياة، فكثير من مجتمعاتنا تُظهر بين الحين والآخر مبادرات لدفع الشباب لتوظيف قدراته وطاقاته للارتقاء بالمجتمع وتقدمه ونهضته. وسر نجاح كل منا في أن يعرف احتياجات مجتمعه ويعي ما يعانيه أفراده، شاحذا إرادته بكل ما أوتي من قوة نحو عجلة الرقي والتقدم في نهضة مجتمعه ووطنه لا تعوقه المعوقات بشتى صورها. كان الحفل يبدو واقعا من العطاء والتميز، بدءا بجمال المكان، وباللجان الثماني المنظمة لهذا الحفل والداعمين وبالفقرات المميزة المقدمة، والقامات المدعوة، وانتهاء بالشخصيات المحتفى بها. باقة شكر وعرفان لأعضاء فريق عطاء للتنمية والثقافة الاجتماعية بالدمام. جعل الله ذلك في موازين أعمالهم فمسؤولية التحفيز والعطاء تقع على جميع أشكال التواجد الإنساني في مختلف ربوع بلادي، فحبذا أن يُستفاد من التجربة فمجتمعاتنا مليئة بالنخب ذوي العطاء المتميز ويستحقون الشكر فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق.