يحتار الكثير في مفهوم الميانة، وهل هي كما كانت بالسابق أم تغيرت، بمعنى أن الميانة بالماضي كانت لمن كانت له مكانة كبيرة بالقلب وكان يستخدم هذه المكانة للإصلاح أو لحل مشكلة مالية كانت أو اجتماعية. أما الآن فنجد الميانة تأخذ مجرى آخر لدى البعض منا والتي قد تصل لحد التجريح! وعندما تظهر الضجر يقول لك: (يا خوي نمون) أو (ما نمون)، أيضا أصبحت تُسلب الخصوصيات بحجة الميانة، والأغلب أن هذه الميانة تنشأ بين طرفين أحدهما خجول والآخر (وسيع وجه). والسؤال هنا ما هي الميانة؟ أن تجعل غيرك أضحوكة؟ أن تأخذ الشيء، وعندما تعيده يكون بشكل آخر؟ أن تفرض رأيك وبقوة وتقول (أمون)؟. بسبب هذه الميانة افترق الكثير من الأصدقاء وسُلبت كثير من الحقوق كم من موظف سلبت حقوقه وتم اضطهاده بالعمل بسبب (الميانة). من يقل الميانة هي الصراحة فهو مخطئ من المستحيل أن تكون صراحة بل هي مع احترامي (بجاحه) و(لقافة) واستخفاف دم بلا داع وبحدود غير مسموح فيها. وحين نتساءل من هو المفروض أن يمون علينا..؟ أقول لكم هو الشخص الذي يحترم حدوده والذي له عقل لإدارك المعنى لهذه الكلمة، ولكن للأسف أصبحت تُعطى لمن لا يستحقها في سبيل نيل الرضا والوصول لمنصب أو لمكانة اجتماعية أو لقبول أمر مهين للكرامة ولأجل ذلك نجعل من أنفسنا أضحوكة وأداة للتلاعب، وقد نصل لحد عدم احتمال المزيد ولكن لا نستطيع الانفجار إلا بوجه من هم أضعف منا فنكيل لهم ونمارس عليهم الضغوط النفسية الناتجة من الأشخاص الذين أعطيناهم حق (الميانة). والتساؤل هنا لماذا الآخر يجعل (الميانة) هي الحجة القوية لسوء تصرفاته ورعونة اجاباته وتهكمه؟ وما الذي جعلنا نقبل هذا الأمر هل هو الخوف من فقد الشخص أو ضيقه أو هي مكارم الأخلاق؟ لماذا له الحق بان يمون حتى يصل لمرحلة التهكم بشخصي وبحقوقي ويهدر كرامتي وليس لي الحق بالرد؟ كيف أستطيع وضع حد لهذه الميانة المزعجة ولماذا نخشى الرد عليهم؟ ببساطة لانهم (يمونون). للأسف فُقد المعنى الأساسي لهذه الكلمة أصبح الأمر بلا احترام وتقدير بل إنه أصبح مزعجا للغاية وأصبح بلا حدود، وبرأيي أنه مهما بلغت منزلة الشخص لدي إن لم يعرف مفهوم هذه الكلمة أو يمارسها بطريقة صحيحة ستكون صراحتي له مزعجة بقدر ميانته. دمتم بخير.